بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض أقيم مساء أمس الحفل التكريمي لمؤسسي الصحافة الخليجية وروادها في المملكة، وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ومعالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري، والأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر بن محمد العثمان. في البدء، ألقى رئيس اتحاد الصحافة الخليجية كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض والحضور، موضحا دور الإعلام ومؤسسي الصحافة وروادها في ثقافة المجتمعات، فضلا عن اسهاماتهم في نجاح الصحف في الماضي. بعد ذلك، ألقى الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان كلمة قال فيها «نتشرف اليوم بتكريم رواد الثقافة بما أوجدوه من صحف ومجلات ودوريات، توعية، ونشرا للمعرفة، والرأي، والسياسة، والاقتصاد، وكل العلوم الانسانية»، مبينا أن هذا التكريم يأتي لهذه النخبة نظير ما بذلت من وقتها وإمكانياتها لتلبية طموحاتها في إنشاء صحافة قوية في المملكة تواكب تطورها وتقدمها منذ مايزيد على المائة عام. وأضاف: إن تكريمنا لهؤلاء الرجال ليس بالكلمة الطيبة أو بالشهادة التقديرية فحسب، بل بإنشاء أرشيف يحفظ حقوقهم وما ورثوه لنا ليكون مصدرا للباحثين والدارسين والراغبين في الاطلاع على هذا الجانب، فالمكرمون يستحقون الكثير منا، مقدما شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض على تشريفه لهذا الحفل، ولوزارة الثقافة والإعلام على تبنيها هذه الفكرة الكبيرة بمعانيها وأهدافها. تلت ذلك قصيدة شعرية بهذا المناسبة نالت استحسان الحضور. ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة نقل فيها تحية من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الذي اراد الحضور في هذا المساء لولا ظروفه الصحية، مؤكدا أن اجتماع اتحاد الصحافة الخليجية في دورته الثانية في الرياض هذا اليوم وتكريمه لرموز بدأوا مسيرة العمل الصحفي في المملكة وأسسوا بنيتها الأولية، عرفان وتقدير بما قدموه وبذلوه من جهود مضنية افتقرت في وقتها إلى كل مقومات العمل الصحفي مهنيا وماديا، منوها أن هذا التكريم لكل أوائل مؤسسي العمل الصحفي في دول مجلس التعاون ويأتي كأحد الأهداف الأساسية التي قام من أجلها ولهذا الاتحاد الذي بدأ خطواته الأولى من خلال إنشاء أرشيف متكامل لمسيرة الصحافة الخليجية منذ إنشائها لتكون مرجعا لكل باحث ودارس ومهتم في هذا المجال. وأضاف الدكتور العثيمين: إن المؤمل أن تترسخ مسيرة هذا الاتحاد لخدمة المؤسسات الصحفية دون استثناء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأن يسخر إمكانياته لخدمتها في جميع مجالات العمل الصحفي، وأن يسهم في بلورة برامج لصقل وتنمية الكوادر البشرية الصحفية العاملة في تلك المؤسسات وعلى الأخص الشابة منها، وأن يشجع ميادين البحوث والدراسات التي تعنى بتاريخ الصحافة الخليجية ومسيرتها منذ التأسيس حتى وقتنا الحاضر، خدمة للتنمية الشاملة التي تعيشها دول مجلس التعاون. وبعد ذلك، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض كلمة قال فيها: في هذا المحفل الفكري الذي نحتفي فيه الليلة برواد أوائل أثروا الساحة الإعلامية بعطائهم وتضحياتهم في وقت لم تكن الظروف كما هي اليوم، فأسسوا لصحافة سعودية بعيدة عن الصراعات الفكرية وزرعوا اللبنات الأولى للنهضة الإعلامية في بلادنا، فكانوا روادا ومؤسسين لها، لهم منا كل الاعتزاز والتقدير على ما قاموا به من جهود وما أسهموا فيه بفكرهم وأقلامهم ليمهدوا الطريق لمن جاء بعدهم، ولتنطلق الصحافة السعودية من بدايتها الأولى لترتقي إلى مصاف الصحافة المتقدمة بتقنيتها واهتماماتها بالحيادية والبعد عن الانحرافات العقدية والفكرية. وأضاف سموه: إن رعاية المملكة للثقافة والإبداع نهج سارت عليه قيادتها منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه، وما زالت مستمرة في هذه المسيرة ترعى الفكر وتهتم بالإبداع وتحتضن أصحابه، وما صدور نظام المؤسسات الصحفية إلا أحد جوانب هذا الاهتمام.ولو رصدنا مشوار التطور الذي شهدته المؤسسات الصحفية منذ بدايتها مع جيل الرواد الذين نحتفي بهم الليلة، مرورا بنظام المؤسسات الصحفية وحتى اليوم، نجد أنها تعد مصدر فخر واعتزاز.. فقد أسهمت إسهاما مباشرا في التنوير المعرفي والثقافي وكذلك في التعريف بخطط التنمية الشاملة التي شهدتها المملكة خلال العقود الماضية، وشاركت في توجيه المجتمع نحو الاهتمام بتنمية معارفه وتوسعة مداركه الثقافية والفكرية، ولم تتوقف مساهماتها عند هذا الحد بل رأيناها وهي تدافع بكل موضوعية وتجرد عن مواقف المملكة الثابتة تجاه الكثير من القضايا الشائكة عربيا ودوليا.