تواجه منظمة التحرير الفلسطينية تحديا مصيريا حينما تجتمع لجنتها التنفيذية في رام الله غدا برئاسة محمود عباس أبومازن رئيس المنظمة والسلطة الفلسطينية؛ لتحديد موقفها من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في ضوء نتائج اللقاءات الاستكشافية التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان مؤخرا، ولم تحقق أي تقدم يذكر بسبب إصرار تل أبيب على مواصلة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، والعراقيل التي تضعها أمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وبحسب واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فإن ما أسفرت عنه تلك اللقاءات لا يمكن أن يشكل أساسا أو نقطة ارتكاز لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين. ومن ثم فإن القيادة الفلسطينية ستبحث في اجتماع الغد خياراتها المستقبلية في التعامل مع حكومة نتنياهو التي تواصل تعنتها وترفض تقديم أي تصور عملي لمعالجة قضيتي الأمن والحدود. ويرى أبو يوسف أن الحكومة الإسرائيلية تهدف من وراء ذلك التسويف إلى التهرب من استحقاقات السلام العادل. وتحرص على التفاوض من أجل التفاوض فقط؛ كسبا للوقت من أجل تكريس نهج الاستيطان، وفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية. ولتحقيق هذا الهدف تواصل إسرائيل ضغوطها على القيادة الفلسطينية لإجبارها على الاستمرار في «اللقاءات العبثية» لخداع الرأي العالمي وإقناعه ب «حرصها المزيف» على تحقيق السلام في المنطقة. ويقول أبو يوسف إن القيادة الفلسطينية تدرك تماما أهداف المراوغات الإسرائيلية. وهي ثابته على موقفها الذي ستؤكده في لقاء اللجنة التنفيذية وتطرحه أمام اجتماع لجنة المتابعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في الرابع من شهر فبراير المقبل، حيث ستعرض توجهها وخياراتها المستقبلية والمتضمنة في الاستراتيجية الوطنية الجامعة المبنية على أساس الإسراع بتنفيذ خطوات المصالحة واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني.