الكلام الذي تحدث به رجل الأعمال السعودي صالح الدريبي حول مشروع «البندقية» لإحدى القنوات العربية كلام خطير لا يجب أن يمر مرور الكرام، دعونا من بحث السبب الذي يجعل رجل أعمال سعوديا مهما ومؤثرا لايجد وسيلة إعلامية تحتوي الكلام الذي سيقوله حول مشكلة تخص الكثير من المواطنين السعوديين وليس هو وحده رغم أنه رأس الهرم، تحدثت في مقالي السابق عن السبب في تأخير إرجاع حقوق المواطنين في أكثر من مائة وأربع مساهمات عقارية متعثرة، والحقيقية أن السبب الرئيس في سرقة المليارات من جيوب المواطنين عبر المساهمات العقارية وغيرها ليس «الحرامية أو عديمي الضمير» بل هو غياب نظام عقاري قوي وغياب قوانين رادعة لا تجعل القضاة يحتارون ويستغرقون وقتا طويلا لحسم الأمور، قلت مرارا وتكرارا وحذرت من هذا التسيب العقاري المخل حتى بالبنية التحتية للاقتصاد السعودي بحكم تخصصي ومجال عملي، لا يجب ترك الباب مشرعا لأي نوع من المساهمات دون نظام واضح وعقوبات رادعة لاتهاون بها، كانت الثغرات موجودة بالمساهمات العقارية ومتروك حبلها على الغارب، وبإمكان أي شخص عديم ضمير أن يعلن عن قيام مساهمة من خلال شراء مخطط وجمع أموال الناس ثم يغيب دون حس أو خبر، وعندما تتكلم معه يقول لك بكل برود أعصاب اذهب «وبلط البحر»، واستغرب غياب الكثير من القوانين عندنا، وهي لا تحتاج سوى جلبها من أفضل دولة لديها هذا القانون مع تكييف بسيط يناسب هوية المجتمع إن وجد كما فعلت دولة خليجية مجاورة عندما سنت نظاما للمساهمات العقارية ولم تترك ثغرة واحدة للحرامية أو ضعفاء النفس والضمير، نعود إلى حديث الدريبي للقناة العربية، كان كلاما يدل دلالة واضحة على مقدار ما وصلت إليه الأمور عندنا من ترد وحاجة ماسة لسرعة معالجة الأمور قبل فوات الأوان، الكثير يقولون إن هذا الرجل رجل صالح ولكن الأمور خرجت من يده، وكان بحاجة ماسة لمن يستمع إليه، 104 مساهمات عقارية بحاجة لحل فوري قبل تفاقم الأمور لأنها تخص ملايين المواطنين المسلوبة حقوقهم، الدريبي دق ناقوس الخطر، ولا يجب إهمال ما قاله. [email protected]