سيذكر التاريخ نهضة العلم والثقافة التي أسسها قائد هذه البلاد حين فتح آفاق الابتعاث لثروة الوطن البشرية فأبناء المملكة العربية السعودية بطبعهم رائعون متحفزون نحو التطوير، فالعالم من حولنا يهرول إلى الحضارة إلا نحن ركضنا إليه ركضا ولله الحمد بدعم قائد وطموح المواطنين وبرغبة صفوة المسؤولين، فالأمير خالد الفيصل يردد دائما بأننا نتجه نحو العالم الأول وتلك حقيقة بإذن ربي وما البناء والتطوير المستمر إلا شاهد على ذلك ونسأل الله أن يستمر حتى نعود بإسلامنا إلى مقدمة الدول وقائدي حضارتها لأننا الأصل كمسلمين في رسم الحضارة والتاريخ يشهد بذلك. إذن رهاننا القادم سيقوم على جيل المبتعثين، هم بلا شك رصيدنا لتحقق أهداف المستقبل ولهم أقول: نعم قد تشعرون الآن بالغربة، نعم قد تشتاقون لأرضكم ولوطنكم ولأهلكم ولذويكم لكنكم والله أملنا القادم للعودة إليه محملين بعلمكم وبثقافتكم المكتسبة التي لا تتنافى أبدا مع إسلامكم، عودوا لتغيروا لا لأن تتكيفوا مع ما لا يرضيكم، لا تقولوا بأن التغيير قد لا يعجبكم بعض ما توارثناه كثيرا، الزمن وحده هو من سيتكفل بإقرار الصحيح ونبذ الخطأ فقط إن أردتم أنتم ذلك، هناك في غربتكم قد تشاهدون إسلاما بلا مسلمين كما يقال فما الضير أن تعودوا لتكونوا مسلمين بإسلامكم فعلا لا للابتعاث وأسراره فلا تلتفتوا إلى ذلك فمن أساء لنفسه سيتحمل وزر فعلته أما من ذهب لطلب العلم فهنيئا له أجر غربته وهنيئا له دمعة اشتياقه لمن استودعهم الله حين سافر ليتعلم، هنيئا لكم فرصة لم تكن متوفرة لجيل قد سبقكم هو الآن يدعو لكم بالتوفيق، حافظوا على صلواتكم بل وأدوا شعائركم أمام من يختلفون معكم في الديانة فالإسلام بطبعه يؤثر بجمال الأفعال لا بالتشدق بالأقوال، لا تخالطوا المحبطين فمنهم ستمنحون الانهزام، خالطوا من يحملون معالي الهمم ومن يتطلعون للأمام، أخي المبتعث إن زارك الإحباط مرة فتذكر أنك لا زلت حيا ترزق وما دمت حيا إذن بيدك التغيير، غير ذاتك، اسمُ بصفاتك كن سفيرا لوطنك ولكن بدينك وخلقك وعلمك. إلى كل المبتعثين أقول: عودوا فنحن في انتظاركم، أنتم كنوزنا المغتربة التي ستعود يوما لتكون بجوارنا مقتربة. [email protected]