صديقي .. ثمة عادة لم أحاول تغييرها، وإن بدا أنها سيئة لارتباطها بالغضب، إلا أنه غضب حميد، أو هكذا يبدو لي الأمر، لأنها مرتبطة بالجهل، فكل مرة أسمع عن كتاب ما أو معلومة ما، لا أعرف شيئا عنها، تنتابني حالة غضب، وأبدأ بالبحث عنها لأهدئ هذا الغضب. بالأمس القريب سألني أحد الأصدقاء: لماذا الكلب يهاجم شخصا ويترك الآخر، ما الذي يجعله يفعل هذا رغم أن الشخصين غرباء بالنسبة له؟ ولأن الإنسان يخفي عيوبه/جهله، قلت له ضاحكا «ربما الأمر مرتبط بأن أحدهما ولد حمايل»، فضحك صديقي ونسي السؤال، لكني لم أنس جهلي فرحت أبحث عن الأسباب التي تدفع الكلاب لمهاجمة شخص فيما لا تنبح على الآخر. كانت «الغدة الكظرية» الواقف فوق الكليتين هي المسؤولة عن هجوم الكلاب على الإنسان، فالغدة ورغم عملها على تنظيم كميات الماء والأملاح وتسريع عملية التنفس ودقات القلب وأمور أخرى داخل الجسم، إلا أنها وفي حالات الخوف تفرز مادة «الإدرينالين أو ما يسمى عصير القلق» التي لها رائحة قوية، لكن الإنسان لا يستطيع شمها، فيما الحيوانات قادرة على شم هذه الرائحة، ومن خلالها تحدد هل تهاجمك أم لا، حتى النحل قادر على شم هذه الرائحة، لهذا تجدها تهاجم شخصا ولا تهاجم الآخر. في اللقاء التالي أخذت الحوار لنفس سؤال صديقي، وبدأت أحدثهم عن مفعول هذه الغدة التي يمكن تسمتيها بالطابور الخامس، إذ ترسل إشارات للأعداء لمهاجمتك في لحظات ضعفك وخوفك. بعد هذا السرد، قال صديق آخر لنا: «تصدقون أني سمعت محاضرة لشيخ، يقول إن الجن يشم هذه الرائحة». فدخل الجميع في حوار عن مواهب «الجن»، وانتقلنا من العلم إلى الغيبيات، حيث ما لا يمكن إثابته لا يمكن نفيه، لهذا لم أجادله كيف عرف هذا، وصمت لهذا الجدل الأسطوري؟ لماذا بعض العقول لا تحتمل العلم، لكنها تحتمل الجدل في أمور لا يمكن إثباتها ولا نفيها يا صديقي؟ التوقيع: صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة