يعقد مجلس الشعب المصري بتشكيلته الجديدة التي هيمن عليها الاسلاميون غدا أول جلساته فيما حصد الاخوان المسلمون والسلفيون أكثر من ثلثي مقاعد اول مجلس شعب منتخب في مصر بعد نظام حسني مبارك، اذ حصلوا على 356 مقعدا من اجمالي 498. وأوضح المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية في مؤتمر صحفي أمس، موضحا أن حزب الحرية والعدالة تصدر الأحزاب حيث حصل على 127 مقعدا بعدد أصوات 10.138.134 صوتا بنسبة 47.18%، تلاه حزب النور وحصل على 96 مقعدا ب7.534.266 صوتا بنسبة 24.29%، وحصد الحزبان ما نسبته 71.47% من مقاعد مجلس الشعب. وحصل حزب الوفد الجديد على 66 مقعدا ب2.480.591 صوتا، فيما حصل حزب تحالف الكتلة المصرية على 33 مقعدا ب2.402.232 صوتا، وحزب الوسط الجديد على 10 مقاعد ب998004 أصوات، وائتلاف الثورة مستمرة على 7 مقاعد ب745.863 صوتا. وجاءت بعد ذلك أحزاب الإصلاح والتنمية ب8 مقاعد، والحرية ب4 مقاعد، ومصر القومي ب4 مقاعد، والمواطن مصري ب3 مقاعد، والاتحاد بمقعدين، والاتحاد القومي والسلام الديمقراطي بمقعد واحد لكل منهما، فيما لم تحصل باقي الأحزاب على أي مقعد. وقال المستشار إبراهيم إن «قطار الديمقراطية وصل إلى محطته الأخيرة بالنسبة لانتخاب أول مجلس شعب بعد ثورة 25 يناير». من جهة أخرى اصدر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم قرارا مساء أمس بتعيين 10 اعضاء في مجلس الشعب من بينهم 5 مسيحيين وامرأتان، تطبيقا للقانون الذي يخول رئيس الجمهورية (الذي يقوم مقامه رئيس المجلس العسكري حاليا) هذا الحق، وبين اعضاء مجلس الشعب المنتخبين هناك اقل من 10 مسيحيين وأقل من 10 نساء. ويأتي اعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب في اجواء مشحونة قبل بضعة ايام من الذكرى الاولى لاندلاع الثورة في مصر في 25 يناير (كانون الثاني) 2010. ودعت العديد من الحركات الشبابية الى تظاهرات حاشدة مع حلول هذه الذكرى الاربعاء المقبل، مؤكدة انها ترفض الاحتفال بالثورة وإنما تريد ثورة جديدة من اجل تحقيق اهداف الثورة الاولى التي لم تتحقق حتى الآن. ويعتزم عدد من هذه الحركات كذلك تنظيم مسيرتين الى مجلس الشعب الاثنين المقبل. كما ينظم اتحاد النقابات العمالية المستقلة مسيرة لدعم مطلب تحقيق «العدالة الاجتماعية»ووضع حد أدنى وأعلى للأجور في مصر. وفي المقابل، يتبنى المجلس العسكري وجماعة الاخوان المسلمين موقفا مختلفا تماما اذ يريدان الاحتفال بالثورة ويؤكدان ان العديد من اهدافها تحقق. وقال المرشد العام للاخوان محمد بديع في حوار تلفزيوني انه «يرفض كل دعاوى ما يسمى بالثورة الثانية» وتساءل «على من تقوم هذه الثورة بعد أن تحقق جزء كبير من مكاسب الثورة وفي مقدمتها نزول 30 مليون مصري لانتخاب من يعبرون عنهم عبر إجراءات نزيهة وشفافة تهدف لتحقيق نهضة الوطن». ومن المقرر ان تبدأ انتخابات مجلس الشورى في 29 يناير الجاري وتنتهي في 22 فبراير المقبل.