ثمة مؤشرات أظهرتها النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب (الغرفة العليا في البرلمان) المصري التي أعلنت أمس، وأكدت تحكم التيار الإسلامي في مفاصل البرلمان، إذ نال حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، ووصيفه حزب «النور» السلفي مجتمعين 356 مقعداً من إجمالي 498، أي 71 في المئة من مقاعد البرلمان، ما يضمن للتيار الإسلامي تمرير قوانين أو قرارات من دون حاجة إلى دعم من تيارات أخرى. وبين القرارات التي تحتاج غالبية الثلثين إسقاط العضوية عن نائب، وإجراء تعديلات في الدستور، وإقرار الموازنة العامة للدولة. وكانت القوى الليبرالية واليسارية تسعى إلى نيل أكثر من ثلث مقاعد البرلمان (166 مقعداً) لتحقيق «الثلث الضامن» أو «المعطل» أمام تفرد الإسلاميين بالقرار، غير أنها فشلت. وأظهرت النتائج أن «الحرية والعدالة» بات على حافة الغالبية النيابية، إذ حصل على 235 من إجمالي المقاعد، ليتبقى له 15 مقعداً لضمان الغالبية النيابية (250 مقعداً)، ما يشير إلى حاجة الحزب إلى توسيع تحالفه المسمى ب «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» على الأقل عبر أحزاب صغيرة، بعد رفض حزب «الوفد» العودة إلى التحالف. مؤشر آخر أظهرته النتائج، وهو أن نظام القائمة النسبية يضمن للقوى المدنية الحضور على عكس النظام الفردي الذي يستأثر به الإسلاميون، لا سيما «الإخوان»، فبالنسبة إلى إجمالي المقاعد التي جرت المنافسة عليها بنظام القوائم النسبية وهي تشكل الثلثين (332 مقعداً)، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن «الحرية والعدالة» حصل على 127 مقعداً، فيما حصل «النور» على 96 مقعداً، وحل «الوفد» ثالثاً ب 36 مقعداً، وجاء في المركز الرابع تحالف «الكتلة المصرية» ب 33 مقعداً، كما حصل حزب «الوسط» ذو المرجعية الإسلامية على 10 مقاعد، وحزب «الإصلاح والتنمية» على 8 مقاعد، أما تحالف «الثورة مستمرة» فحصل على 7 مقاعد. وأظهرت النتائج أيضاً أن أعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل الحاكم سابقاً أو من ينعتون بالفلول، سيكون لهم حضور، إذ نال حزب «الحرية» 4 مقاعد، وحزب «مصر القومي» 4 مقاعد. أما المقاعد التي تم التنافس عليها بالنظام الفردي (165 مقعداً)، فسيطر عليها «الحرية والعدالة»، الذي نال 108 مقاعد، أي ما يقارب ما حصل عليه بنظام القائمة، ونال «النور» 25 مقعداً، فيما كان نصيب المستقلين 26 مقعداً، وتوزعت باقي المقاعد (7 مقاعد) على أحزاب «الوفد» (مقعدان) ومقعد وحيد لكل من أحزاب «العدل»، و «المصريين الأحرار»، و «الحرية»، و «الإصلاح والتنمية»، و «مصر القومي».