خيب قطبا منطقة القصيم (الرائد والتعاون) آمال وتطلعات جماهيرهما الكبيرة بدوري المحترفين، إذ لم يقدم ثنائي بريدة أي نتائج إيجابية رغم الضخ المالي الهائل من إدارة الناديين لا سيما الأول الذي صرف عليه مسيروه ملايين الريالات لكن دون جدوى، فضلا عن الاهتمام الشرفي والجماهيري والزخم الإعلامي الهائل الذي يحظيان به، إلا أنهما ظلا (مكانك سر) وهو الأمر الذي أحبط جماهيرهما، وأدخل اليأس في قلوبهم، ما جعلهم يهجرون المدرجات كحالة طبيعية، احتجاجا على أوضاعهم المتردية. ويعزو الكثير من المتابعين للشأن الرائدي والتعاوني سبب تردي نتائج الفريقين إلى الارتجالية والتخبط الواضح في اتخاذ العديد من القرارات الإدارية (الجوهرية) من قبل إدارة الناديين ما جعلهم يتكبدون أموالا طائلة دون حسيب أو رقيب، مثل إقدام الإدارة الرائدية على تجديد عقد مدرب فريقها السابق البرتغالي قوميز قبل انقضاء الدوري في الموسم الماضي ب (8) جولات وهو لم يحقق أي نتائج جيدة مع فريقه ومن ثم إقصاؤه من منصبه بعد مضي (5) مباريات في دوري هذا الموسم، فضلا عن عدم نجاحها (كعادتها) في جملة الاستقطابات المحلية والأجنبية لاعتمادها الكلي على (الكم) لا على (الكيف) لزوم (التلميع) الإعلامي على حساب مصلحة ناديها، حيث لم يستفد الفريق حتى الآن من الرباعي الأجنبي وهو العنصر الأهم، إذا استثنينا لاعب المحور بفريق الوحدة السابق المغربي عصام الراقي الذي يعد أحد أفضل وأميز اللاعبين غير السعوديين بالدوري المحلي في حين لم يقدم الكنغولي ديبا ألونجا أي شيء يستحق الذكر وهو الذي نجح بدرجة امتياز مع فريقه السابق نجران في الوقت الذي اكتفى الأسترالي داكوستا والبرازيلي كامبوس في تكملة التقسيمة في التمارين اليومية، رغم أن الأول أخذ فرصته في بعض المباريات لكنه لم يثبت نفسه بشكل إيجابي. ونفس الحال ينطبق على التعاون الذي استقطب عناصر عدة محلية وأجنبية، لكنه لم يجن منهم أي فائدة فنية تذكر كالمغربي صلاح الدين عقال الذي نجح مع الرائد الموسم الماضي والألباني ميجن ميملي الذي تألق أيضا مع فريقه السابق الفيصلي لكنه غاب تماما مع الفريق الأصفر والسوري عبدالرزاق حسين في حين كان تجديد عقد المدافع الألباني شاكر رجيبي من أبرز الأخطاء التي ارتكبتها إدارة محمد السراح التي وقعت أيضا في خطأ كبير وجسيم عندما أقصت مدرب فريقها الكرواتي (سيرتشكو) بعد مضي حوالي ثلاثة أسابيع من التعاقد معه أشرف من خلالها على (3) مباريات فقط، وكلف القرار المتعجل خزينة النادي (150) ألف ريال وهو بالمناسبة يعد المدرب الثالث في هذا الموسم بعد الروماني (فلورين) ومواطنه مدرب الطوارئ (قرقوري) الذي تم إعادته لقيادة الفريق من جديد، ما يؤكد بالدليل القاطع أن الأمور الإدارية والمالية في التعاون تدار بالمقلوب كحال جاره الرائد الذين أهدروا أموالهم على صفقات أقل ما يقال عنها بأنها خاسرة. النتائج السيئة للجارين أبقتهما تحت دائرة خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى وهذا بلا شك يعتبر أمرا طبيعيا جدا وغير مستغرب في ظل المعطيات السلبية التي ذكرت آنفا. حيث يقبع الرائد في المركز الثالث عشر برصيد (12) نقطة حققها من ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات وخسر (11) مواجهة، سجل هجومه (16) هدفا وعليه (28)، في حين يحتل الفريق التعاوني المركز الثاني عشر برصيد (14) نقطه جمعها من ثلاثة انتصارات وخمسة تعادلات وتلقى (9) خسائر، وله من الأهداف (23) ودخل مرماه (36). المواجهات المتبقية للفريقين تمثل لهما أهمية قصوى، إذ يجب عليهما حصد أكبر عدد ممكن من النقاط، إن هم أرادوا البقاء بين الكبار، وإلا فإن أحدهما سيغادر حتما من حيث أتى، مرافقا للأنصار الذي تأكد هبوطه بنسبة كبيرة ما لم تحدث معجزة.