في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة الحج: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر)، كما يقول عز من قائل بسورة آل عمران: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون). ومن هذا المنطلق وما جاء في آيات أخرى حرص المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود تغمده الله برحمته حال قيام الكيان الكبير بتأسيس إدارة مستقلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسار الأمر كذلك إلى يومنا هذا وكان آخر ما صدر بهذا الشأن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتعيين الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ رئيسا عاما لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والذي لا خلاف عليه أن الثقة الملكية كما هي العادة كانت في غاية التوفيق باختيار الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، إذ المعروف وإن كنت لا أزكي على الله أحدا عن هذه العائلة الكريمة أنهم يأخذون بما وجه به الحق سبحانه في قوله تعالى بسورة النحل :(أدع إلى سبيلِ ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). فالأمر بالمعروف يجب أن يكون بالتي هي أحسن كما أن النهي عن المنكر يجب أن يكون بالردع للمجاهر والنصيحة للمخالف للثوابت، لذا فقد كان تصريح معالي الدكتور آل الشيخ ل «عكاظ» الذي جاء فيه: «إن منهج العمل في جهاز الهيئات في المرحلة المقبلة سيرتكز على الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر» موضع تقدير كافة الطبقات والشرائح من الجميع. وإني لعلى ثقة بأن فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف يذكر تماما تلك المروية عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي يقول نصها: «عن عبد الرحمن بن عوف قال: حرست مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه المدينة ليلة إذ شب لنا سراج فمشينا نحوه حتى انتهينا إلى باب مجاف على قوم قد علت أصواتهم وكثر لغطهم فقال أتدري بيت من هذا؟ قلت: لا أدري. قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهانا الله عنه. قال الله عز وجل: (ولا تجسسوا) وقد تجسسنا. قال: فرجع وتركهم». وفي رواية أخرى: «عن عمرو بن قيس، عن ثور الكندي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة ليلا، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى، فتسور عليه، فوجد عنده امرأة، وعنده خمر، فقال: يا عدو الله، أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته؟ فقال: وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل علي، إن أكن عصيت الله واحدة، فقد عصيت الله في ثلاث. قال تعالى: (ولا تجسسوا) وقد تجسست، وقال الله عز وجل: (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) وقد تسورت علي، ودخلت علي من ظهر البيت بغير إذن. وقال الله عز وجل: (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) فقد دخلت بغير سلام. قال عمر رضي الله عنه: فهل عندك من خير إن عفوت عنك؟ قال: نعم. والله يا أمير المؤمنين لئن عفوت عني لا أعود لمثلها أبدا، قال: فعفا عنه، وخرج وتركه». وكفى بذلك شاهدا ودليلا على الأسلوب الأمثل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله الموفق والمعين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة