تتغير الفصول والمعلمون والطلاب وأشكال وأساليب الاختبارات واحتساب الدرجات في المملكة طوال العقدين الماضيين، لكن الظواهر السلبية المصاحبة للاختبارات تبقى على حالها، فالتفحيط بات خيارا للتنفيس لدى بعض الطلاب بعد كل فترة، والمقاهي التي تقدم النرجيلة مقرا للمذاكرة، أو لتغيير الجو بعد انتهاء الاختبارات. ولا تشذ منطقة عسير عن هذه القاعدة المنتشرة في كافة مناطق ومدن المملكة أيام الاختبارات، رغم اتخاذ أولياء الأمور إجراءات صارمة، واحتياطات أمنية للانتشار في المواقع التي تشهد هكذا حالات لتحقيق معادلة الحماية الوقائية. ويقول الطالب علي ناصر «للأسف الشديد أن عددا كبيرا من المفحطين لم يأخذوا الحذر والعبرة من الأعداد الهائلة من الشباب الذين سبقوهم، ولقوا إما مصرعهم أو تعرضوا لإصابات خطيرة من جراء هذه الظاهرة المنتشرة، وبشكل كبير جدا في جميع المناطق وخصوصا في أوقات الاختبارات». وقال الطالب علي ناصر إن فترة الاختبارات على وجه التحديد تكون الأنسب لعدد كبير من الشباب للاتجاه بسياراتهم إلى ساحات التفحيط لممارسة هذه الظاهرة الخطيرة حتى نجد أنهم لا يبالون على الإطلاق من عواقبها، مضيفا «كنت ضمن المتجمهرين في عام مضى خلال الاختبارات النهائية، وفجأة اصطدمت سيارتان وجها لوجه وبقوة عنيفة نتج عنها كسور في قائدي السيارتين مع هروب جميع المفحطين والمتجمهرين عند قدوم الجهات الأمنية». من جهته، أوضح مدير ثانوية صفوان في أحد رفيدة علي آل نور أن على أولياء الأمور متابعة أبنائهم والتنسيق معهم بعد خروجهم من قاعات الاختبارات مباشرة، إضافة إلى تواجد دوريات المرور بجوار المدارس الثانوية على وجه الخصوص، ولو بشكل رمزي لمراقبة تجمعات الطلاب قبل الذهاب إلى ساحات التفحيط، وللحد من هذه الآفة الخطيرة وفرض المخالفات النظامية بحق المتلاعبين وحجز مركباتهم. بدوره، أفاد مدير إدارة الإعلام التربوي في إدارة التربية والتعليم في منطقة عسير أحمد علي آل فرحان أن على أولياء الأمور متابعة أبنائهم متابعة جادة، والسؤال عن أماكن تواجدهم باستمرار خلال أيام الاختبارات على وجه الخصوص. وقال أحمد آل فرحان إنه يجب على أولياء الأمور الاتصال بأبنائهم خلال أيام الاختبارات باستمرار لمعرفة أماكن تواجدهم وعودتهم إلى منازلهم مباشرة لمذاكرة مواد اليوم التالي والاهتمام بالكتب الدراسية وعدم العبث بها والحفاظ عليها لأنها من باب المواطنة الحقيقية.