أوراق جاثية.. وصرير أقلام.. ورؤوس تراقب.. طلاب في حضرة اختبار.. كتب ملقاة على قارعة الطريق.. تشبثت بورقة يتيمة تقبع في ركن القاعة الأخير، وما زالت تئن من إهمال طالب.. الإجابات كانت محض عبث.. ابتدعها كي يتخطى مرحلة دراسية شاقة من عمره.. مناهج طويلة.. يمضي عليها الصيف والشتاء.. حصص ثقيلة، والسابعة منها أثقل من صخرة.. ومعلمون يزبدون ويرعدون ويتوعدون «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان». ساعة تجل.. تأمل في السنحات.. الساعات.. الورقات.. الذكريات.. صمت الفكرة يهاجر في لحظة خيال غاضب.. يمسك بورقات من الحياة..! أليست حياتنا كلها ورق امتحان؟! فمنذ الصرخات الأولى وأنت في صراعات الحياة والورق..! لم ترحل بعيدا حتى تبقى رهين «كرت تطعيم» يسجل أولى خطوات الكفاح.. وهكذا تحبو في رحلة الدنيا.. لتخطو بورقاتك من أولى مقاعد الدراسة.. وأنت تقص شريط العمر.. ورق في العمل، الشارع، السيارة، أغراض البيت.. دفتر الدوام.. نحن جيل من ورق. المحزن والمؤلم أننا لا نرى آخر أوراقنا.. لأنها تكتب بيد غيرنا. فايع آل مشيرة عسيري