شهد هذا الشهر أكثر من نشاط طبي لمواجهة سرطان الثدي وبالتحديد في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة وآخر في جدة دعت إليه صحة الحرس الوطني الأسبوع الماضي، وبالطبع مثل هذه اللقاءات أصبحت الآن تشكل أهمية في ظل تزايد إصابات سرطان الثدي الذي لا تعرف له أسباب واضحة وإنما عوامل تمهد للإصابة به، كما تشكل أهمية أخرى تتمثل في ربط الأطباء بمستجدات التخصص سواء من الناحية التشخيصية أو العلاجية، وخصوصا أن ساحة الطب تشهد كل يوم تطورا كبيرا في كل التخصصات والتقنيات الطبية. ولا شك أن هذه الجهود تنعكس إيجابا في توعية نساء المجتمع بأهمية الفحص المبكر لتعزيز الشفاء في حالة رصد أية إصابة (لا سمح الله)، ولكونها تخاطب النساء فإنها بلاشك تحتاج إلى جهد إعلامي أكبر حتى تصل المعلومة إلى كل امرأة تجاوزت الأربعين في المجتمع. وبما أن معظم نساء المجتمع موظفات وظروف عملهن لا تمكنهن من التوجه إلى مواقع حملات الفحص المبكر فإتفق مع كل من دعا إلى إلزامية الفحص لهن وفقا لتوزيع مهني، فمثلا تبدأ إلزامية الفحص للمعلمات أولا، ثم القطاع الصحي، وبعد ذلك مختلف القطاعات الأخرى، على أن توضع آلية مقننة لهذا البرنامج الوطني وتحدد له مستشفيات وفقا لموقع سكن المرأة، وبذلك نتمكن من إجراء أكبر مسح طبي لهذا المرض. وكلمحة طبية فإن سرطان الثدي هو انقسام غير طبيعي وغير منتظم لخلايا الثدي عند المرأة، ويحدث غالبا في خلايا القنوات الحليبية ويؤدي إلى تكوين ورم كامن، ونتيجة لتعدد انقسام الخلايا عشوائيا يكبر حجم الورم بسرعة ويؤدي إلى انتشاره في الجسم عن طريق الدم والقنوات الليمفاوية، وهناك (3) طرق للكشف المبكر لسرطان الثدي وهي: الأولى عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة «الماموجرام»، فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم بواسطة الطبيبة، إذ توجد أعراض معينة منها تغيرات في حلمة الثدي، وإفرازات تخرج منها، وتورمات تحت الإبطين وفي الثدي، أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أية تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، لكن نسبة الوعي المطلوبة لهذا المرض متدنية في مجتمعنا فمعظم الحالات التي تردنا تكون في المرحلتين الثالثة أو الرابعة وهي المراحل المتأخرة.