دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إلى ضبط مسالة الرؤيا للحد من التغرير بالعوام، وقال: «لابد من تنادي حراس العقيدة وحماة الملة والأخيار والجلة لمحو فوضى العابرين والمستعبرين ومغباتها، وضجيجها ومعراتها وضبطها في المؤهلين والأكفاء دون الدخلاء الراكضين شطر الأضواء الذين رنقوا سلسال هذا العلم النمير بالتغيير والتكدير متجاسرين على ما استأثر به العزيز القدير، وأن تستنفر المؤسسات والطاقات للحد من غلواء هذا التيار الزخار حيال رسوخنا العقدي». وحذر الشيخ السديس في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس، من التهافت اللهيف حيال تعبير الرؤيا مع الغلو فيها والتهويل والتواكل عليها والتعويل والخروج بها عن سنن النبوة الوسط إلى حيز الشطط تأذن لرواج الأباطيل واستشراء الأقاويل، والافتئات على شرع الله دون سند أو دليل ،وأضاف« ألا فليدرك ذلك الذين ارتبؤوا ثبج الفضائيات بكرة وعشيا، يبتغون حصد الأموال شبعا وريا وقد أتوا شيئا فريا» ،وزاد «كفى استغفالا للعوام وقاصرات العقول والأفهام واستنزاف الجيوب بتجارة الأوهام فلم يكن من هدي السلف الانتصاب لهذا المقام فضلا عن الترويج له والاتجار به عبر رسائل الخيالات والأحلام في وسائل وقنوات الإعلام». وخاطب إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين « توكلوا على الله في عزمكم، وجميع الأمور، ولا تصدنكم عن العلياء رؤى الغرور، فإنها لا تضر بإذن العزيز الغفور». شروط تفسير الرؤيا وأشار الشيخ السديس إلى أنه وفي أعقاب الزمن ولما بعد كثير من الناس عن آثار النبوة وفي عصرنا الصاخب بالفضائيات، الموار بالتقانات تصدر لهذا العلم العويص الغيبي، والفن اللطيف السني ثلة مِن العابرين، وطرق مضائقه الكأداء، فئة من المتعالمين، هداهم رب العالمين، فعبروا المرائي على ما يسر الرأي وفق الحدس والأهواء دون ريث أو إبطاء وكأن أحدهم ابن بجدتها وطلاع أنجدتها،وقال للمعبرين: «حنانيكم بأنفسكم، وبالمسلمين حنانيكم فتأويل الرؤيا بمنزلة الفتوى من الأهمية والمكانة ،فلا تخاض غمار الرؤى إلا بفهم وعلم وبصيرة نافذة وحلم ولا يعبرها إلا حاذق خفي أو ماهر نقي أو عالم تقي قد علم شروطها وضوابطها ورموزها وروابطها». حقيقة الأمن وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ المسلمين إلى الحفاظ على نعمة الأمن والأمان، وقال في خطبة الجمعة أمس: «نعمة الأمن التي تنعم بها هذه البلاد من أهم مطالب الحياة في المجتمعات لما له من أهمية في تحقيق السعادة والسلام» ،وأضاف «من أسباب حفظ الأمن السمع والطاعة لولي الأمر». وخطاب المصلين قائلا: «أيها المسلمون ينبغي لنا في هذا المقام أن ندرك مفهوم الأمن بمعناه الشمولي والواقعي، فالأمن له مفهوم أعم من ذلكم وأجل، متى دب في الأمة داء التسلل أو الافتئات الأمني من قبل بعض أفرادها فإنما يقطعون شرايين الحياة عن الأجيال الحاضرة والآمال المرتقبة»، وأشار آل الشيخ «يجب أن لا نغفل عما يعد هاجسا أمنيا لكل مجتمع وهو الأمن الفكري الذي يحمي عقول المجتمعات ويحفظها من الوقوع في الشبهات»،ونصح المسلمين قائلا: «علينا أيها المسلمون أن ننظر إلى الحقيقة الأمنية من أوسع أبوابها وأقرب الطرق الموصلة إليها، وأن لا نقحم أنفسنا في القضايا الكبار التي لا يصلح لها إلا الكبار كل بما أوكل الله إليه من مصالح المسلمين ورعايتهم وإقامة الحق والقسط فيمن استرعاهم الله».