يحلو لكثير من الكتاب والمدونين بين فينة وأخرى تناول موضوع نظام الرصد الآلي للمخالفات المرورية الشهير ب (ساهر) إما مدحا أو قدحا أو تندرا وما أكثر القدح، وغالبا إن أتت عبارات الثناء على هكذا نظام وإن وجدت نجدها مقرونة بمفردة (ولكن) وما تلاها، في الوقت الذي نعيشه مع الاقتتال بالسيارات وما جلبته من مصائب وكوارث معاشة على أرض الواقع بعد أن لامس معدل الوفيات على الطرق عندنا رقما لا يمكن تجاهله، يشير إلى 3 حالات وفاة كل ساعتين، إضافة إلى ما ينجم عن الحوادث من إعاقات شديدة ومتوسطة، أما الخسائر والتلفيات في المركبات فبلغت في المتوسط 13 مليار ريال سنويا وهذا من واقع إحصائيات الإدارة العامة للمرور وليس ضربا من الخيال أو نعتا من المبالغة. ثم إن منظومة الرصد الآلي (ساهر) هي تقنية دولية عالمية على مستوى عال من الدقة والكفاءة وأجهزة دقيقة ترصد وتصور وترفع كل تلك الفعاليات آليا في زمن من ثوان معدودات لا يدخل فيها العامل الذاتي أو الانتقائية أو العشوائية، فلماذا يتأفف المتهورون جراء ثمن مخالفة كنوع من الردع، وهذا ما يفسر تكرار المخالفات على المركبة الواحدة، بلغ بعضها نطاق العشرات من المرات، والأدهى والأمر أن يأتي الاعتداء على مركبات (ساهر) وأجهزتها والعاملين عليها رحلة أخرى في مسار الممارسات العبثية ونمطا سيئا من أنماط الاستهتار بالنظم والقيم والسلامة العامة. أحمد مكي العلاوي