أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، أن العمل الخيري يحتاج للتخصص في أعماله، مطالبا كل مؤسسة خيرية التخصص في مجال عمل واحد دون التجاوز إلى أعمال أخرى. وأوضح أن الجهات الخيرية تحتاج لميثاق شرف عمل، مبينا أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي بدأت في ذلك مع بعض الجمعيات الخليجية للوصول إلى هذا الميثاق، ومع ذلك فإنه يرى أن هذا الميثاق ليس واضحا حتى على المستوى الدولي. وبين أن المؤسسات العامة والخاصة لها عدة أدوار مع الجهات الخيرية بالدعم المالي واللوجستي ولا تستطيع الجهات الخيرية أن تقوم من غيره، معبرا عن تفاؤله بزيادة أعداد الجمعيات الخيرية الإسلامية في أعدادها والمؤيدين لها، مشيرا إلى أن الناس بدأوا يدركون أن هذه الجمعيات تؤدي دورا مهما في التعريف بالبلد الذي تنتمي إليه وثقافته، مؤكدا تفاؤله بمستقبل العمل الخيري على مستوى العالم الإسلامي. دعم مادي ولوجستي • من وجهة نظركم كخبير في العمل الخيري ومسؤول عن منظمة إسلامية كبرى.. ما هو الدور المناط بالقطاع العام والخاص لتكامل الجهات الخيرية؟ لها عدة أدوار ومن أهمها عنصر الدعم، سواء كان دعما ماديا أو لوجستيا أو غير ذلك، وهذا لا تستطيع الجمعيات الخيرية أن تقوم من غيره. الأمر الثاني هو أن تقوم بممارسة نوع من الضغط على الجمعيات الخيرية لتحسن أداءها، فلو أن المتبرع تابعني وقال «أنا والله هذا المشروع الذي رأيت لم يعجبني» لكان ذلك داعيا للمؤسسة لتحسين أدائها. أمر ثالث لتحسين هذين القطاعين، أن يعملا على أن تقوم الجمعيات الخيرية بالتكامل فيما بينها، يعني مثلا لو أنهم قالوا نريد أن نعرف بهؤلاء الأيتام الذين عندنا، ثم أخذوا هؤلاء الأيتام من الندوة وأرسلوهم إلى هيئة الإغاثة وقالوا هل تكفلون أيا من هؤلاء لاستطاعوا عندئذ أن يجبروا الندوة وهيئة الإغاثة وغيرهما بأهمية التنسيق الداخلي بينهما في مثل هذه البرامج والمشروعات. مستقبل مشرق • ما هو تصوركم لمستقبل أعمال المؤسسات الخيرية؟ أنا متفائل والحمد لله أن الجمعيات الخيرية الإسلامية ستشهد امتدادا في أعدادها وفي عدد المؤيدين لها من الحكومات ومن عامة الناس، وهذا ما نراه في كل مكان، فالناس بدأوا يدركون أن هذه الجمعيات على المستوى المحلي والدولي تؤدي دورا كبيرا للتعريف بالبلد وثقافته، وتسعى لعقد علاقات مع الشعوب الأخرى، وهذا الذي ينبغي أن نقوم به، إضافة إلى أننا يد أمينة والحمد لله نأخذ الأموال من أهلها المتبرعين والمانحين ونوصلها إلى مستحقيها بكل أمانة وثقة وانضباط،إذ لا يستطيع أي فرد أن يقوم بما تقوم به الجمعيات الكبرى. لذلك أنا أرى المستقبل إن شاء الله تعالى للعمل الخيري على مستوى العالم الإسلامي المشرق، وأن العمل بدأ يتحرك والآن يمر بفترة إنجاز كبيرة جدا من بناء المؤسسات ومن تحسين الأداء ومن تقوية الصلة بالناس والحكومات والشعوب، وهذا أمر أراه في تزايد وأرى أن كل ذلك ستنتج عنه قوة للمؤسسات الخيرية إن شاء الله. ميثاق عمل • لماذا لا يكون ثمة ميثاق شرف بين المؤسسات الخيرية حتى لا تتعدى أي منها على تخصص الأخرى؟ ربما نحتاج الآن إلى أن نصل إلى ميثاق شرف للعمل الخيري جملة وليس لهذا التعدي، نحن نحتاج إلى ميثاق عمل، وهذا الذي بدأنا بالعمل مع الجمعيات الخليجية للوصول إليه، وهذا الميثاق حتى على المستوى الدولي ليس هنالك وضوح بشأنه، بعضهم يسميه مثلا أسلوب الممارسات المنضبطة، وبعضهم يسميه ميثاق العمل وما إلى ذلك، ومن ضمن ذلك تحديد العلاقة مع الآخرين سواء كانت منظمات إسلامية أو غير إسلامية، وكل من عمل في المجال الدولي يعلم أنه لا يتعدى أحد علينا ولا نتعدى على أحد، لكن أيضا لا ننسى أننا نتعامل مع عناصر بشرية، وبعض هذه العناصر ربما لا يدرك وقد يتعصب لمؤسسته، وأنا دائما أقول للشباب أننا ينبغي أن لا نبتعد عن الهدف الذي نعمل من أجله وهو العمل الخيري خدمة للدين والأمة، أما مؤسساتنا فمهما تعددت إنما هي آليات ووسائل، ولا ينبغي أن تكون المؤسسات هي الحكم في ذلك وإلا لأضعنا الهدف واختلطت علينا الرؤى. التكامل الخيري • هل حان الوقت لأن يتجه العمل الخيري إلى التخصص والتكامل؟ اعتقد أننا ابتدأنا بالعمل الخيري ببناء المؤسسات التي كانت تستجيب لمختلف حاجات المجتمع، واليوم مع كثرة المؤسسات في العالم الإسلامي نحتاج أن تتجه هذه المؤسسات إلى نوع من التخصص لخدمة أهداف معينه، فمثلا الندوة العالمية للشباب الإسلامي ينبغي أن تعنى بالعمل الشبابي، ولو أتينا بمؤسسة تعنى بالدعوة لوجدنا أن الدعوة تحتاج من البرامج والمشروعات ما يستوعب مؤسسات ومنظمات ويستوعب مجتمعات ويحتاج إلى جهود ومن ثم فإنني نعم أرى أنه ينبغي أن يكون هناك توجه للتخصص، وأن تكون هناك أولويات في العمل، لا أن يكون هنالك اقتصار تماما وإنما يكون هناك توجيه للطاقات إلى الأهداف والبرامج الأساسية. • ما معنى التكامل الذي تنادون به، هل هو أن توجه مؤسسات إلى أنشطة خيرية معينة؟ التكامل الذي نعنيه هو أن يبدأ بالاتصال والتعارف ثم ينتقل إلى أن تشارك في بعض البرامج، بحيث أنه إذا كانت هنالك مؤسسة في منطقة وجاءت مؤسسة أخرى تريد أن تعمل فيها أنها تستطيع أن تستفيد من خبرة تلك المؤسسة ومن مكتبها ومن ما هو موجود من أدوات لوجستية لها والتكامل أيضا يكون بتنازل الجمعيات عن بعض البرامج التي ترى أن هنالك جمعيات تؤدي الغرض فيها، وهذا يحتاج إلى عمل كبير وغربلة.