منذ يومين كاملين وأنا أجاهد نفسي وأدفعها لكتابة عنوان هذا الموضوع، لأنه مخجل لأي امرأة أن تنطق هذه الكلمة فما بالكم عن كتابتها، لكن – يعلم الله – أني وقفت بين أمرين أحلاهما مر، إما أن أكسب راسي وأتجاهل الكتابة عن هذا الموضوع وأنا التي تشعر بمسؤولية اجتماعية تجاه هذه الزاوية المنذورة للدفاع عن ما سلب من النساء بفعل انعدام الضمير من قبل بعض الرجال، وبين أن أكتب وأعرض نفسي لبعض صبية الإنترنت المتحمسين دون خبرة للوقوف بقطع رزق نساء مكلومات، الله وحده يعلم حجم معاناتهن وفقرهن، مشكلة الملابس الداخلية تذكرني بقصة البصمة التي قال وزير العدل وفقه الله بأنه سيقرها بعد أن وصلت إليه مشكلة امرأة ظلمها زوجها بالتزوير في أوراقها بانتحال شخصيتها من قبل امرأة أخرى، يعني سننتظر سنوات إلى أن تحصل مشكلة معينة تصل إلى المسؤول في هذا الموضوع حتى يراجع نفسه ويقر بحق المرأة في صيانة نفسها بالبيع في محل ملابس نسائية. أيها الرجال الذين لا هم لكم سوى حماية أجسادنا، ولا مشكلة تؤرقكم سوى نحن، استحلفكم بالله أن «تسترونا» أمام سكان الكرة الأرضية، ولا تجعلوا وسائل الإعلام العالمية تلوك أعراضنا بألسنتهم ومحور أحاديثهم ملابسنا الداخلية، أرجوكم لا تحولوا مشكلة ملابسنا الداخلية إلى قضية رأي عام، نرفع أعلام الاستسلام، خجلات، مكسورات، نعلن لكم أننا تراجعنا عن هذا الأمر، سنعود إلى ما كنا عليه من قبل، ندخل المحل ونتحاشى الاحتكاك مع الرجال مع قبولنا بإراقة ماء وجهنا أمام بائع رجل يقلب ملابس عوراتنا ونحن نرقبه بلا حول ولا قوة، الحل الذي نريده هو أن لا تقطعوا رزق 50 ألف موظفة بهذه المحلات، إننا أمانة في أعناقكم ولا نستحق أن تجعلونا كبش فداء لصراعاتكم! [email protected]