هل تسمحوا لي أن أتحدث معكم بصراحة ولا تتنكروا لمعاناتي وتفسروها كنوع من العناية التي تشملوني بها أنا وأخواتي وتجزمون أن عقلي لا يستدركها حتى و إن أنستم مني رشداً؟ أنتم تعاملونني بعكس ما علمتموني وما علمني ربي إلى درجة أنني أصاب أحياناً بضيق فكري وإحساس قهري جعلني أكثر من مرة قريبا من الوقوع في المحظور لكي أنسى المعاناة كما يصور ذلك بعض شياطين الإنس، فتجدني أعيش لحظات حزن وغضب لأنني شاب متفوق يُعامل كمعاق فكرياً في حين أنني أمام العالم المتقدم أعتبر من النوابغ، كيف ولماذا تعاملونني هكذا ياقوم؟ أنا في بداية العقد الثاني وأعيش بإحساس وكأن بعضهم يريد تجريدي من إيماني، ثقافتي، رجولتي وحتى وطنيتي، أهلي يدفعون الأموال لوضع رجال يمنعونني وأقراني من دخول مركز تجاري لكي أبتاع احتياجاتي! والسبب أنهم يظنون أنني شخص فاسد من دون أن يعرفوني! كيف هذا وهم من علموني أنا ومن يخافون عليها مني بغض البصر كما أمرنا الله؟ كيف يرتكبون الإثم في ظنهم السوء بي؟ لماذا لا يعاملونني كشخص مسؤول وإذا ما أخطأت يستطيعون محاسبتي كما يفعل كل العالم وليس المسلمون فقط؟. أزعجني موضوع قيادة المرأة للسيارة لأن من حجج المنع أنه يحميها من الشاب الذي قد يهتك عرضها ويعرضها للاغتصاب، نفس النظرة السابقة، وكأنهم يقولون لي أنت وحش إذا ما شاهدت أنثى تقود السيارة فسوف تفتك بها! كيف هذا؟ ولماذا لا أفتك بالسيدات اللاتي يقدن السيارات في البلدان الكثيرة التي أزورها؟ هل تعلمون أنكم قد تصنعون مني وحشاً في مخيلتكم وبسبب معاملتكم المتوحشة قد يخرج من بيننا متوحشون؟ هل تعلمون أن كلاب الحراسة المتوحشة يتم حجبها عن الناس لكي تهجم عليهم عندما تراهم؟ وهنالك كلاب أليفة ووفية تم تدريبها على النظام والاحترام، فهل تظنون أنني أقل فهماً وقدرة من الحيوان الذي فضلني الخالق سبحانه عنه وعن باقي مخلوقاته بعقلي الذي لا تقدرونه؟ هل تظنون ايضاً أنني لا أومن بالله ولا أخشاه؟ لابد أن تمارسوا الثقة معي لكي تثقوا بي وأثق بكم. أريد أن أقول لأهلي إنني و أقراني الشباب من الجنسين تنطبق علينا المعادلة الفيزيائية التي توضح أن لكل فعل ردة فعل مساوية له، وفي هذه الأيام ومع التكنلوجيا قد تكون ردة الفعل مضاعفة ولو نفسياً، نحن نعلم أنكم لا تكرهوننا ولكن من حبكم المفرط لنا وخشيتكم علينا من أنفسنا وسوف تجعلونا إما متخلفين، متوحشين أو مرضى نفسيين وجميعها سوف تؤرقكم وتؤثر في عجلة تطور المجتمع الذي هو جزء من العالم ولا نستطيع الانفصال عنه، وإذا ما تأخر المجتمع سلوكياً فسوف يكون هذا مدعاة لكثير من المصائب الخفية التي سوف تجعل دخول الشباب للأسواق وقيادة الأنثى للسيارة مواضيع ثانوية، أرجوكم عاملوني كإنسان، كمؤمن ثم حاسبوني على أفعالي وليس على ما فعله جاري، ومن أجل الزمان أرجوكم أعطوني شوية حنان. عضو الجمعية العالمية لاساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا