يكرم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما خلال فعالياته التي ستقام في العشرين من يناير الجاري ويستمر حتى الثامن والعشرين منه المسرحي البريطاني العالمي بيتر بروك بجائزة الفجيرة للابداع المسرحي. واختارت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الفجيرة الدولي المسرحي الانجليزي الشهير عالميا بيتر بروك ليكون أول فائز بهذه الجائزة، والذي سيصل الى الفجيرة بعد تقديم دعوة رسمية إليه في مقر إقامته في باريس لحضور حفل التكريم، بناء على توجيه سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وهي الجهة المنظمة لمهرجان المونودراما والراعية للجائزة التي انبثقت عنها لأول مرة هذا العام بمناسبة دخول مهرجان الفجيرة عامه العاشر. قال ذلك المهندس محمد سيف الأفخم مدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الهيئة، مشيرا إلى أن لجنة من أمانة الجائزة ستقوم بتسليم الدعوة اليوم، في حين وصل الى باريس عضوا اللجنة محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس هئية الفجيرة للثقافة والإعلام رئيس المهرجان والمهندس محمد الأفخم مدير المهرجان، حيث انضم إليهما في باريس توبياس بيانكون المدير التنفيذي للهيئة الدولية للمسرح. وقال المهندس محمد سيف الأفخم مدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما: إن الأسماء التي طرحت من لجنة اختيار الفائز بجائزة الفجيرة للإبداع المسرحي في دورتها الأولى كانت تضم شخصيات من جنسيات متعددة ذات إسهامات متنوعة في مسيرة المسرح العالمي لكن الإجماع اتجه إلى المسرحي الشهير بيتر بروك لكونه علامة فارقة في الإبداع المسرحي سواء في الأداء الإخراجي أو في أروقة الكتابة الواعية للأعمال المسرحية أو في مؤلفاته التي اعتمدتها أكاديميات الفنون في العالم ضمن مناهجها ومراجعها العلمية. وأضاف: إن بيتر بروك ظاهرة فنية فريدة، ويعد واحدا من أهم المسرحيين في العالم المعاصر، واستطاع خلال مسيرته على درب أبي الفنون (المسرح) أن يغير طبيعة العرض الدرامي، بل وشكل المسرح الحديث كذلك، عن طريق إلغاء الحاجز الوهمي الذي يفصل بين الممثلين والجمهور حتى وصل إلى قمة النجاح وصارت الجماهير تنتظر أي جديد يقدمه. وأشار الأفخم إلى أن بروك أصبح رمزا لتجاوز المسرح للحدود القومية والعرقية في عصرنا الراهن، وتجلى ذلك في اختياره لأعضاء فرقته، كما في اختياره لمادته المسرحية. فأعضاء فرقته هم ممثلون من مختلف الأقوام، أما مادته المسرحية فهي في تحول مستمر، فهو أحيانا يفاجئ مشاهديه بتقديم نص لشكسبير، لينتقل بعده مباشرة إلى موضوع مثل «منطق الطير» وهو من التراث الإسلامي للصوفي الإيراني فريد الدين عطار، أو يتجه لمعالجة مسرحية «الرجل الذي خلط بين زوجته والقبعة»، معتمدا في ذلك على كتاب للباحث في مجال الأمراض العصبية أوليفر ساكس، ثم يوجه اهتمامه الى دراما تقليدية من جنوب افريقيا كما فعل في «سيزوه بانزي مات». وألقى الأفخم الضوء على مسيرة المسرحي العالمي قائلا: تشير السيرة الذاتية لبيتر بروك إلى أنه ولد في لندن عام 1925، وعمل مخرجاً مسرحياً ومديراً لفرقة شكسبير الملكية فيها، رأس المركز الدولي للأبحاث المسرحية في باريس. وأخرج أكثر من 50 عرضاً مسرحياً، من بينها: العاصفة، الملك لير، حلقة حول القمر، أوديب، مشهد من الجسر، هاملت، حلم ليلة منتصف الصيف، مأساة كارمن، المهابهاراتا، وبستان الكرز. وأخرج مجموعة من الأفلام السينمائية، إلى جانب إخراجه لعدد من الأوبرات منها: زواج فيغارو، بوريس غودونوف، فاوست، ويوجين أونيغين. كما ألف مجموعة من الكتب من أبرزها: الفضاء المسرحي الفارغ، النقطة المتحولة، والباب المفتوح، وهذا الكتاب الأخير عبارة عن سيرة ذاتية للمخرج العالمي الشهير استعرض فيها تفاصيل مهمة وضرورية في نجاح أي عمل مسرحي وتحديد مستواه الفني والإبداعي.