عمليا، انتهت المبادرة العربية لحل الأزمة السورية الدامية، بدءا من اختزال سورية للمبادرة العربية في توقيع بروتوكول بعثة المراقبين فقط، ورفض تنفيذ بنود المبادرة العربية الأخرى، خاصة ما يتعلق بسحب الآليات العسكرية من المدن، وإعادة الجيش إلى ثكناته، والسماح بدخول وسائل الإعلام إلى المدن السورية، واستمرار عمليات القتل والتنكيل ضد الشعب السوري. بل إن عدد القتلى والجرحى والمفقودين؛ ارتفع بشكل كبير بعد وصول المراقبين العرب إلى سورية، مقارنة بالفترة الماضية، ما يعني نسف المبادرة من أصلها، وتفريغها من محتواها، وازدياد الاحتقان الداخلي والغضب الخارجي. لذلك أصبح القتل الجاري في سورية، يتم حاليا تحت مظلة الجامعة العربية، ما يعني أهمية أن تقوم الجامعة بمراجعة الموقف الحالي، واختصار فترة البروتكول ومدة عمل المراقبين العرب، إذا كان سيتم استغلال ذلك وحالة الارتباك الجاري في البعثة والجامعة، لإيقاع مزيد من القتل والتنكيل بين صفوف المواطنين. فعدسات الهواتف المتحركة، والصور التلفزيونية، ومقاطع الإنترنت الدامية، هي البعثة الحقيقية لرصد ما يجري في سورية، من أحداث تمتهن حياة الإنسان وكرامته وحقوقه. وبالرغم من أهمية إعطاء أولوية قصوى للحل العربي، إلا أن معطيات الواقع تشير إلى ضعف هذا الخيار، في ظل رفض النظام السوري تقديم تنازلات سياسية، وإجراء تحولات جذرية، تمكن من الانتقال السلمي إلى مرحلة جديدة، تستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة، نحو العدالة والحرية والديموقراطية. لذلك يبدو أن الربع الأول من العام الجديد، سيشهد تصعيدا دراماتيكيا في الأزمة السورية، لجهة بلورة موقف روسي جديد نحو تحول سياسي منظم، مع ازدياد الضغط الاقتصادي والعسكري على النظام، خاصة مع ازدياد التوتر القائم بين واشنطن وطهران، والذي حول المنطقة إلى بؤرة ملتهبة بشكل غير مسبوق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة