طوت هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديموقراطي مع المجلس الوطني السوري صفحة الخلافات، لتتفقا على «القواعد السياسية للنضال الديموقراطي والمرحلة الانتقالية». ويضم المجلس الوطني السوري الجزء الأكبر من المعارضة السورية، بينما تضم الهيئة أحزاب تجمع اليسار السوري، وحزب العمل الشيوعي، وحزب الاتحاد الاشتراكي، و11 حزبا كرديا إلى جانب شخصيات معارضة. وقالت الهيئة في بيانها إنها «تزف نبأ توقيع الاتفاق السياسي» مع المجلس الوطني السوري في القاهرة «إثر مباحثات استمرت لأكثر من شهر شارك فيها عدد مهم من قيادة الطرفين». وأوضحت أن الاتفاق وقعه رئيس المجلس برهان غليون، وهيثم مناع عن هيئة التنسيق. وسيودع الاتفاق كوثيقة رسمية للجامعة العربية بحضور الأمين العام الدكتور نبيل العربي في القاهرة اليوم. وينص الاتفاق، على «رفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس سيادة واستقلال البلاد»، لكنه يؤكد أنه «لا يعتبر التدخل العربي أجنبيا». وهو ما انتقدته الهيئة العامة للثورة السورية، مؤكدة في بيان «إن أي حل تحت مظلة القانون الدولي هو مطلبنا ابتداء من المراقبين الدوليين وانتهاء بالتدخل العسكري ولا نشترط أي شرط آخر». من جهة أخرى، رفض نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أمس تقييم الوضع في سورية وقال «إن التقييم سيصدر في التقرير النهائي لبعثة الجامعة إلى سورية». وقال بن حلي في حديث مع صحيفة «الشروق» الجزائرية أمس إنه «لا يمكن استباق الأحداث في سورية وكل شيء يتوقف على تقريرها». إلى ذلك، أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي في تصريحات أن بلاده سمت 12 قاضيا وعسكريا وخبيرا في قوات حفظ السلام للعمل كمراقبين ضمن بعثة جامعة الدول العربية المكلفة مراقبة وقف أعمال العنف في سورية. ميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنين استشهدا، إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل قناصة قرب مدينة القصير في محافظة حمص. وفي دوما في ريف العاصمة دمشق أطلقت قوات النظام الرصاص لتفريق الآف المتظاهرين الذين توافدوا إلى ساحة الجامع الكبير للمشاركة في تشييع شهداء قتلوا الخميس الماضي. وتحول تشييع ثلاثة شهداء في إدلب إلى تظاهرة حاشدة، بينما توفيت فتاتة (21 عاما) في بلدة طيبة في محافظة حماة متأثرة بجروح أصيبت بها خلال إطلاق رصاص في مدينة حماة الجمعة الماضي. وفي هذا الأثناء واصل المراقبون العرب مهمتهم. ونشر على موقع يوتيوب على الإنترنت شريطا يظهر فيه أحد المراقبين محاطا بعدد كبير من الشبان في درعا وهو يقول «يوجد قناصة رأيناهم بأم أعيننا ونطلب من السلطات أن ترفعهم على الفور». كما شوهد المراقب نفسه في شريط آخر وهو يكتب ملاحظات على كراس أمامه بعد أن تسلم صور قتلى وجرحى. وخلع أحد الشبان قميصه وكشف أمام المراقب آثار تعذيب على ظهره. وأظهرت لقطات فيديو حملت على موقع اجتماعي على الإنترنت قوات أمن سورية تعتقل وتهاجم رجالا عزلا في دوما أمس. وذكر نشطاء أن المعارضة السورية متشائمة بشأن فرص نجاح فريق مراقبي الجامعة العربية في وقف حملة النظام على الاحتجاجات. ورأى برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، أن بعثة الجامعة العربية مصيرها الفشل.