هذا صباح يوم جديد لعام جديد، فكل عام جديد والسعادة تدثركم. صباح العام الجديد، هل يختلف عن غيره؟، لم يعترينا في بعض الأحيان تطلع خفي يندس بين الأضلع رجاء أن يكون عامنا مختلفا عما مضى، مهما كان عامنا المرتحل هانئا وطيبا يظل هذا الشعور الخفي ينبض بين جوانحنا!! هل هو الطمع البشري الذي يجعلنا نرنو دائما إلى المزيد والمزيد، أم هو الجحود الذي يكتنف نفس الانسان فيجعله ينسى ما هو فيه من نعم ويندفع إلى الشكوى والتذمر باحثا عما هو مختلف؟ على اية حال عامنا الراحل لم يكن هانئا ولا طيبا، فإن رجونا عاما قادما خيرا منه فمعنا كل الحق، من يرضى عن عام أمعن فيه الطغاة بالتنكيل بأهلهم وإخوانهم وبني قومهم حتى أحالوا تراب أرضهم إلى عجينة من اللحم الممزق والعظام المسحوقة!!. ولكن ايضا لم يكن عامنا سيئا للحد الذي نود معه نسيانه ومحوه من خارطة الوجود، فخلال العام المنصرم تخلصت ثلاث دول عربية من أغلال حكام سيطروا عليها زمنا طويلا ففسقوا فيها وراحوا يجردونها من حقوق كثيرة ويحرمونها من منافع ومصالح ضاعت بين أقدام طغاة وناهبي ثروات لا يرون أبعد من أنفسهم. ارتحل العام غير مأسوف عليه، فماذا بعد؟ هل سيكون عامنا الجديد ضاحكا؟ وما الذي يجعلنا نظن ذلك!! إنها أعوام تأتي وترتحل، وكلها سواسية، فيها ما يسر وفيها ما يحزن، فيها ما يرضي وفيها ما يغضب، فيها الخير وفيها الشر، فيها كل الخليط الذي أراده الله أن يكون مستمرا ودائما في كل الأعوام. العام يأخذ صفته وأهميته من مشاعرنا نحن لا من ذاته، حين نرضى ونبتهج نصفه بالجمال واليُمن، وحين نصاب بما يقبض صدورنا نقول عنه عام شقي وتعيس، فالعام هو العام، ولكن صفته تتفاوت من فرد لآخر، فقد يكون العام سعيدا ومباركا على أحد، وشقيا تعيسا منحوسا على أحد آخر. وفوق ذلك فإن ما قد يحمله العام من أسباب التعاسة لنا قد يكون سببا لسعادة غيرنا والعكس أيضا صحيح، فيكون العام الذي كرهناه عاما حبيبا لغيرنا، وما كرهه غيرنا حبيبا إلينا!! فهل يمكن أن يعطى للعام صفة واحدة؟ العام الجديد يحب الغموض فهو لا يصرح بما يحمله، ودفاتره المحملة بالأحداث تظل محكمة الطي لا تفتح صفحاتها لأحد قبل الوقت المحدد، وما لنا سوى الانتظار لكشف ذلك الغموض حدثا حدثا، وبعد أن يفرغ العام ما في جعبته من الأحداث، إن سارة أو ضارة، يودعنا مرتحلا، تاركا وراءه خيطا من أمل نتعلق به ونحن نستقبل العام الجديد، فنمد إليه اذرعنا نطوقه بباقات أحلام وأمنيات لا تنتهي. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة