حب الوطن والانتماء إليه يظهر من قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير)، ففي هذه الآية الكريمة يبين لنا سبحانه وتعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام تعلقه بالمكان وحبه له، وانتماءه للمكان الذي أسكن فيه زوجه وابنه، فتضرع إلى ربه طالبا لهذا المكان طلبين لا يمكن لأي إنسان أن يعيش دونهما وهما: الأمن والغذاء. كما جاء في حب الوطن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مكة (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا إن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك). وتعد تنمية المواطنة لدى النشء من أهم سبل مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وحيث إن التقدم الحقيقي للوطن في ظل تحديات القرن الجديد ومستجداته تصنعه عقول وسواعد المواطنين، فإن تعزيز الانتماء الوطني يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ولما كانت مؤسسات التعليم هي المصنع الحقيقي لإعداد الطلاب وتأهيلهم للانخراط بفعالية في المجتمع، لذا يجب أن تتحمل هذه المؤسسات الجانب الأساسي في تعزيز الانتماء الوطني. تأتي المؤسسات التعليمية، وبخاصة مدارس التعليم العام في مقدمة المؤسسات التربوية ذات التأثير المباشر في تحقيق الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص، وأصبح ذلك من أهم المتطلبات اللازمة للمحافظة على نعمة الأمن والاستقرار، ومواجهة المخاطر المحتملة التي يمكن أن تهدد أمن واستقرار الوطن ووحدته. والانتماء الوطني عبارة عن ((اتجاه إيجابي مدعم بالحب يستشعره الفرد تجاه وطنه، مؤكدا وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الوطن باعتباره عضوا فيه ويشعر نحوه بالفخر والولاء، ويتعز بهويته وتوحده معه، ويكون منشغلا ومهتما بقضاياه، وعلى وعي وإدراك بمشكلاته، وملتزما بالمعايير والقوانين والقيم الإيجابية التي تعلي من شأنه وتنهض به، محافظا على مصالحه وثرواته، مراعيا الصالح العام، ومساهما في الأعمال الجماعية، ومتفاعلا مع الأغلبية، لا يتخلى عنه حتى وإن اشتدت به الأزمات. عقيد مظلي د/ عبد الله بن سعود السراني مدير مركز شرطة قباء شرطة منطقة المدينة المنورة