أثبتت ألعاب القوى السعودية أنها ما تزال الشجرة التي تثمر ذهباً على مدى سنوات طويلة، حيث باتت على رأس الهرم الرياضي بالتوازي مع منتخب كرة القدم صاحب الحضور على الساحة العالمية قبل أعوام. وسلطت الأضواء على اللعبة حين أصبح هادي صوعان أول سعودي يحصل على ميدالية في الأولمبياد عندما توج بفضية سباق 400 م حواجز بسيدني عام 2000 مسجلاً ثاني أفضل زمن في تلك السنة. وتوالت الإنجازات الدولية والقارية بالإضافة إلى العربية، لذا تعول السعودية دائماً في المحافل والتجمعات الرياضية على ألعاب القوى. ولم يخيب أفرادها الظن بهم في منافسات الدورة المقامة حالياً بقطر، فأحرزوا ست ميداليات ذهبية وواحدة برونزية. وتحتل السعودية المركز الثالث في الترتيب العام لجدول ألعاب القوى خلف المغرب وقطر. وكان يوم (أول من أمس) ذهبياً للسعودية بفوزها بأربع ميداليات ذهبية في سباقات التتابع 4 مرات 100م (حسن حبيب وياسر الناشري وحفيظ إبراهيم وأحمد المولد) والتتابع 4 مرات 400 م (حامد البيشي وعبيد الصالحي ومحمد البيشي وأحمد مسرحي) و110 م حواجز (أحمد المولد) والمسابقة العشارية (جاسم محمد القرية). وكان العداء بندر شراحيلي (24 عاما) توج بذهبية سباق 400 متر حواحز، بعد أن زاد سرعته في النصف الثاني من السباق، ويوسف مسرحي بذهبية 400 م. وأفلتت ذهبية سباق 800 م من السعودي محمد لادن بعد أن تعثر قبل نهاية السباق بأمتار وخرج مصابا. وجاءت البرونزية السعودية عبر حسين السبع في الوثب الطويل الذي حل خلف الكويتي صالح الحداد والمصري محمد الغاوي. ولم يكن السبع سعيدا بالمركز الثالث بقوله "أنا غير راض عن النتيجة، لم أتحضر جيداً للسباق ولم يكن لدي مدرب جيد وأنا بحاجة لأجد مدرباً يكون مستعداً للألعاب الأولمبية، لقد كان الموسم مريعاً بالنسبة لي". وعن تراجع مستواه قال "تولى تدريبي 3 مدربين ولم أتأقلم معهم، كما إنني تعرضت إلى الإصابة وتطلبت عودتي بعض الوقت". من جهته، قال رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد "إن الحصيلة في الدورة غير مرضية قياساً على إمكانات اللاعبين الذين ينافسون على تحقيق أرقام عالمية وليست عربية أو قارية فحسب". وشدد على أن "هدف الاتحاد السعودي للعبة في المرحلة المقبلة هو بناء جيل جديد من الأبطال العالميين يعيد إنجاز هادي صوعان عندما توج بأول ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة السعودية". وبرر قلة الغلة السعودية في ألعاب القوى بالقول "فقدنا 4 لاعبين بسبب ظروف مختلفة من بينها الإرهاق والاستعداد لدورة الألعاب الأولمبية".