جاءت اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتكريم فقيدات الوطن المعلمات المتميزات غدير بنت محمد كتوعة، وريم بنت علي النهاري، وسوزان بنت سالم الخالدي، اللاتي وافاهن الأجل إثر حريق مدارس براعم الوطن في جدة، وذلك بمنحهن وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومكافأة مالية قدرها مليون ريال لكل معلمة، لتجسد أسمى معاني الإنسانية والأبوة الكريمة، وتعبر عن صدق المشاعر نحو أبناء وبنات الوطن. وكانت «عكاظ» قد انفردت بدعوتها بتكريم المعلمات في طرحها الذي نشر في السابع والعشرين من ذي الحجة الماضي، وخصوصا أن التضحية التي قدمتها المعلمات الشهيدات لم تختلف عن التضحيات التي قدمها الباكستاني فرمان علي خان الذي ضحى بحياته وبادر تطوعا لإنقاذ 14 نفسا من الغرق في كارثة سيول جدة، وتم تكريمه بمنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديرا لدوره البطولي، ومكافأة مالية، ودعوة أسرته لأداء فريضة الحج. وقد تعود العالم أجمع وليس في المملكة وحسب على هذه اللفتات الأبوية والإنسانية من الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين. ولعل منحه وسام الأبوة العربية مؤخرا اكبر دليل على أن الجميع يسكنون قلب هذا الملك الإنسان، يشعر بهمومهم، تفرحه أفراحهم، وتحزنه أحزانهم، وتأتي مبادراته تجاه المحتاجين بلسما يداوي الجراح في كل حين.