كان الفراغ وما زال وسيظل، عدو الإنسان الأول، فإن كان .. أورثه الشيطان وساوسه.. في حلقة من الفراغ .. تحيط بصاحبها حتى تهوي به في قاع المحظورات.. ومنها يتهاوى شيئا فشيئا .. صعودا في درجات المحرمات.. إلى أن تصبح وساوس شيطانية أوامر تنفذ طوعا.. في حلقة من الفراغ.. ودائما كان المراهقون بحكم الفترة الانتقالية في أعمارهم ضحايا للفراغ تدور في حلقاتها أفكارهم وتساؤلاتهم .. والأهم احتياجاتهم الملحة لتكوين شخصياتهم.. وإن لم يكن هناك حارس يحمي مبادئ التربية السليمة.. فإن الشيطان يتلقاه بصدر رحب.. ومن هنا كانت أهمية دور الملاحظة الاجتماعية «الإصلاحيات» في إعادة صياغة ضيوفها الصغار، ممن حتمت عليهم الظروف الاجتماعية الإنسياق وراء وهم المعصية والجريمة، والعمل على ملء أوقات فراغهم بما يكفل لهم الأمان الذاتي، بحيث يعاد تأهيلهم شبانا صالحين في المجتمع، يبدأ طريقهم بمجرد إغلاق باب الإصلاحية من ورائهم. معالجة الأخطاء وقال مشرف على إحدى دور الملاحظة، بأن النزيل في الإصلاحية ليس لديه وقت فراغ، فهو مشغول بالمفيد والجديد، وهناك معمل صغير للحاسب الآلي، يعززه مدربون ومشرفون يقومون على تعليم النزلاء كيفية استخدام أجهزة الحاسب الآلي، بحيث يتقن النزيل التعامل مع الحاسب بشكل احترافي، يؤهله في المستقبل للعمل في هذا المجال، كمهنة يكسب منها عيشه، وهو مجال يقبل عليه النزلاء بشكل كبير كونه لغة العصر ولايستغنى عنه اليوم، بل أن العالم اليوم يتكلم اللغة الإلكترونية في كل صغيرة وكبيرة. وأضاف «هناك دورات رياضية تنافسية بين النزلاء، في كرتي القدم والطائرة، وهو نشاط رياضي معتاد في كل عام، ويطغى على مجرياتها الجو الأسري والروح الرياضية». كما قال أن هناك نشاطا مسرحيا، أقيم في الملتقى الصيفي الماضي، واشتمل على عروض يقدمها النزلاء نالت استحسان الحضور، وأظهرت تلك العروض مواهب النزلاء في التمثيل المسرحي ببراعة متناهية. المال السبب النزيل ب . خ . ع المدان في قضية سرقة، أكد أنه تلقى درسا لن ينساه طيلة حياته، وتعلم من الإصلاحية اعتماده على نفسه، والابتعاد عن الطرق الملتوية، التي كان يسلكها في سبيل الحصول على المال. وأبدى أشد الندم على سلوكياته الخاطئة، التي أفقدته سمعته واحترامه بين أفراد مجتمعه، مقررا التوبة والعزم على نسيان ما فات والبدء في حياة جديدة، بمجرد خروجه من الإصلاحية، كعضو فاعل في المجتمع. رضا الوالدين كما عبر نزيل آخر س . م عن رغبته في أن ينال رضا والديه، اللذان أقلقهما كثيرا بسلوكياته الخاطئة، والتي كان آخرها طعن شاب طعنات كادت تودي بحياته، وكانت سببا في دخوله الإصلاحية، راجيا منهما العفو والصفح، مؤكدا أنه أصبح إنسانا آخر يحسب الخطوة قبل أن يخطوها مستقبلا.