الحديث عن قضايا المرأة السعودية لا يكاد يتوقف؛ فهناك حديث عن عمل المرأة وأماكنه، وآخر عن قيادتها للسيارة، وعن طبيعة علاقتها بالمحاكم، والعنف الأسري وغير ذلك من الموضوعات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام بين آونة وأخرى، وكل يدلي بدلوه في هذا الموضوع بحسب قناعاته. ومركز «باحثات» تخصص في دراسة أوضاع المرأة السعودية كما يقول القائمون عليه وهذا عمل كبير يستحقون الشكر عليه لأن بلادنا بحاجة إلى مراكز محترمة تطلعنا على ما تعانيه نساؤنا من مشاكل ووسائل التخفيف منها، لأن مجتمعنا لن يصلح ما لم تصلح نساؤه وتأخذ كل امرأة حقوقها كاملة. المركز يقول: إن ثلث نساء المملكة لا يعرفن حقوقهن وواجباتهن الشرعية!! وأعتقد أن النسبة أكبر من ذلك بكثير.. وأعتقد أيضا أن نسبة كبيرة من الرجال لا يعرفون حقوقهم ولا واجباتهم الشرعية، ولو استطاع المركز تقليص الفجوة بين الطرفين لقدم خدمة عظيمة للرجال والنساء معا. مركز «باحثات» أقام مؤتمرا كبيرا تحت عنوان «المرأة السعودية ما لها وما عليها» دعا إليه مجموعة من المختصين بقضايا المرأة من علماء الشرع والاجتماع من الرجال والنساء وقد طرحت في هذا المؤتمر قضايا متعددة، وافتتحته سمو الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، وبحسب الدكتورة نورة العمر التي تحدثت ل«عكاظ» السبت 15 محرم 1433ه، فقد أكدت أن المؤتمر يهدف إلى تعريف المسؤولين وكافة شرائح المجتمع بحقوق المرأة التي كفلها الإسلام، لكن الدكتورة رأت أن وسائل الإعلام بعيدة كثيرا عن الاهتمام بواقع المرأة الحقيقي «بما فيها الرؤية السليمة لمشاركتها الاجتماعية والاقتصادية وأدوارها الفاعلة داخل المجتمع». وطرحت الدكتورة بعض القضايا التي تحتاج إلى دراسة معمقة مثل؛ القوامة، والطلاق، والعضل، وقضايا الحشمة وحدودها وسوى ذلك من القضايا. إن الواقع يؤكد أن مجتمعنا بحاجة إلى مثل هذه الدراسات التي تتشابك فيها أحيانا القضايا الشرعية مع القضايا العاداتية، كما أننا نلاحظ أحيانا أن هناك سوء تطبيق للشرع في المحاكم وبعض الدوائر الحكومية في القضايا المتعلقة بالمرأة وربما تطغى العادات هنا على فهم الفقه، ولعل مركز «باحثات» يقوم بالدور التصحيحي لمثل هذه القضايا. وكما قلت فإن الحديث عن المرأة لا يكاد يتوقف، فمجلس الشورى ناقش مشروع قانون يحد من التحرش الجنسي بالمرأة في أماكن العمل كما أن اللجنة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والأسرة تبحث مشروع إصدار قانون حماية المرأة الطفل. ولعل هذه المشروعات تضع قوانين صارمة لكل أنواع التحرش القولي والفعلي لتطمئن المرأة وأسرتها ثم المجتمع بعد ذلك بأن المرأة تعمل في أماكن آمنة. المرأة بحاجة إلى وقفات كثيرة تنصفها من ظالميها، والمركز بدأ عملا رائعا نأمل أن نرى ثماره قريبا كما نأمل أن تتفاعل معه كل شرائح المجتمع لنرى كل امرأة في مجتمعنا قد أخذت حقها كاملا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة