رفض بعض النصراويين حديث المدرب كوستاس، واعتبروا إفصاحه عن بعض المشكلات التي واجهته أثناء فترة عمله بأنه سرد لا يخرج عن كونه فضفضة رحيل يتركها بعض المدربين خلفه ليبرئ ذاته ويلقي باللوم على بيئة العمل، ومع تفهمي لوجهة نظر الرافضين لحديث الرجل، إلا أنني لست مع هذا التعليب الذي وضع فيه حديثه، وبالذات فيما يتعلق باللاعبين الأربعة، وإدمان السهر لدى (أغلب) لاعبي النصر حسب ما جاء في حديثه، ومن يتابع أداء لاعبي النصر في المباريات يدرك أن ما قاله الرجل ليس بعيدا عن الحقيقة.. نفي حديث الرجل أو بعض جزئيات لن يحل مشاكل النصر الفنية، ففريق النصر يعاني من مشاكل فنية متعددة، فالفريق مبعثر على مستوى الأداء الفردي والجماعي، والحالة البدنية للاعبيه تعاني من ضعف عام، نتيجة ضعف في الإعداد، وضعف في التمارين، وتدني الروح المعنوية، بسبب تتابع الهزائم، نتيجة تواضع التهيئة البدينة والفنية للاعبيه، فتمرين ساعتين لن يأتي بنتائج جيدة في ظل حياة اجتماعية معبأة بالفوضى والسهر.. النصر بحاجة لوقفة جادة تعيد غربلة واقعه المؤسف، عبر تغيير آليات التدريب ونظامه ووقته، بحيث يطبق نظام اليوم الكامل، خصوصا أن البنية التحتية في نادي النصر تساعد على ذلك، وأقترح أن يبدأ تغيير آليات التدريب اليومي بإقامة معسكر مغلق في معسكر الفئات السنية على أن تكون التدريبات صباحية تعتمد على اللياقة وتمارين التقوية وتخصص تمارين المساء للنواحي التكتيكية، فليس من المعقول أن يكون تمرين فريق يطبق الاحتراف عبارة عن ساعتين تتبعثر مكتسباتها في ذات الليلة في مسارات السهر الطويل التي يرتادها اللاعب السعودي نتيجة عدم إلمامه بمقتضيات الاحتراف، وفهمه الخاطئ لأطره ومتطلباته الذي لا يتجاوز توقيع عقد احترافي مع النادي، والحضور للتمارين القصيرة ببدن مرهق وذهنية مشتتة.. تشخيص حال النصر ورصد مسببات تدهور مستوياته لم يكن بحاجة لفضفضة رحيل كوستاس، ولكن يمكن اعتبار ما جاء فيها كشهادة مضافة لتأكيد أن النصر بحاجة لتغيير شمولي يتوجب على مسؤوليه الطرق على حديد ممانعته حتى يلين، فزمن التهرب من المسؤولية من قبل اللاعبين بحجة تأخر الرواتب وضعف الأجهزة التدريبية يجب أن ينتهي من قبل اللاعبين، ومبدأ المحاسبة يجب أن يوضع موضع التنفيذ، مع ضرورة تصعيد مجموعة من لاعبي الفريق الأولمبي، حتى لا تقع إدارة النادي في موقف إلحاح الحاجة لهذا اللاعب أو ذاك.. لافتات: أرجع تدهور مستواه للبيئة، وهو محق فيما قال ولكنه أخطأ في التسمية..!! رواتب خيالية مقابل ساعتي ركض غير مقنن، هذا هو التوصيف الحقيقي لاحترافنا. إن نجحت إدارة النصر في استثمار ما تبقى من الموسم في تغيير مفاهيم لاعبيها تجاه الاحتراف فهذا يكفي. كلما منح الشارع الرياضي الثقة للحكم السعودي أضاعها بيديه.