تنظر المحكمة الجزئية في الرياض في قضية رفعها ولي أمر طالب ضد مدرسة أهلية لتحفيظ القرآن الكريم في حي النسيم غربي الرياض، عقب بتر جزء من أصبعه السبابة خلال الدوام الرسمي داخل لعبة «الدوارة الحديدية». وروى ل«عكاظ» عيد المطرفي ولي أمر الطالب محمد أربعة أعوام، «أن ابنه يدرس في الروضة التابعة لمدرسة أهلية لتحفيظ القرآن الكريم في حي النسيم، التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبدأت تفاصيل الحادثة عندما تم إشعارنا هاتفيا في تمام الساعة التاسعة صباحا من قبل إدارة المدرسة أن ابني محمد نقل إلى المستشفى مدينة الملك عبدالعزيز، وعندما ذهبت للمدينة أبلغوني بعدم وجود مريض بهذا الاسم ثم عاودت الاتصال على المدرسة فأخبروني أنه موجود في مدينة الملك فهد الطبية، وفور حضوري إلى قسم طوارئ الأطفال تفاجأت ببتر أصبع ابني وطلب مني الدكتور التوقيع لإجراء عملية إعادة الأصبع»، وزاد المطرفي «لم تنجح العملية كون الأصبع التوى داخل لعبة (الدوارة الحديدية)، ثم حضر صاحب المدرسة ليطمئن على محمد فأخبرني أن جميع الألعاب من النوع البلاستيك المقوى، مؤكدا أنه لا توجد ألعاب حديد، وبعد حضور الجهات المختصة المتمثلة في مركز شرطة النسيم إلى المدرسة وأخذ البصمات تبين أنها لعبة مصنوعة من الحديد، كما اتضح أن وقت وقوع الحادثة كانت تخلو صالة الألعاب من المراقبين». وحول حالة الطفل النفسية أكد والده أن ابنه أصبح عدوانيا بشكل ملاحظ وشرسا مع إخوانه ومع الأطفال بشكل عام، كما أنه يخجل من إظهار يده أمام الناس، وعندما يسمع صوت صافرات الإسعاف تنتابه حالة من البكاء، وأصبح كثير السؤال «لماذا لا يوجد لدي أصبع؟، ومتى يكبر أصبعي؟» وأصبحت المدرسة مخيفة بالنسبة له. وعن سبب تقدمه بدعوى ضد المدرسة، قال «صاحب المدرسة كان على اتصال مستمر معي ليطمئن على حالة ابني، ويكرر أي خدمة أنا حاضر فطلبت منه أن يتكفل بعلاج ابني في البداية، وأبدى موافقته، وبعدها قال لي بيني وبينك الشرع (المحكمة)، كما أني أقمت دعوى ضد المدرسة وحددت الجلسة الأولى الأربعاء ثلاثة صفر من الشهر المقبل». «عكاظ» حصلت على نسخة من التقرير الطبي الصادر من مدينة الملك فهد الطبية، والذي تضمن أن الطالب محمد وصل إلى طوارئ مستشفى الأطفال عن طريق إسعاف مستوصف برفقة إدارية من مدرسة النجاة لتحفيظ القرآن الكريم في حي النسيم، والتي أفادتهم بأن الطفل كان يلعب مع مجموعة من الأطفال في (المراجيح)، وعندها وضع أصبعه في طرف إحداها وتعرض للبتر. وذكر الطبيب المعالج في التقرير، أن الطفل المصاب وصل إلى المستشفى وقد تعرض لحادث أدى إلى بتر في السبابة اليمنى من المفصل الأول العظمة الثانية في الجزء المبتور وهي متكسرة ومتهشمة، وأضاف أننا سنحاول تحت التخدير الكامل عمل اللازم من كشف على الجزء المبتور تحت المجهر الدقيق لمحاولة ربط الشرايين. «عكاظ» أجرت الاتصال بالمشرف على المدرسة إلا أنه رفض الحديث، واكتفى بالقول «الحادث عرضي والموضوع لدى الجهات المختصة».