على الرغم من كل التحذيرات التي يطلقها الاطباء والمختصون، إلا ان هناك فئة كبيرة وعريضة من النساء حديثات الزواج يرفضن الحمل والانجاب في السنوات الاولى من زواجهن، بحجة الرشاقة والمحافظة على أجسامهن، فيما لا يعلمن أن ذلك قد يؤدي إلى العقم لا قدر الله في أي وقت من العمر. وتقول نورة إنها بالفعل رفضت فكرة الانجاب خلال العامين الاولين من زواجها، ووافقها على ذلك زوجها، وبعد ذلك حملت وأنجبت طفلة هي الآن تبلغ من العمر ثلاث سنوات، فيما اخرت الحمل الثاني لمدة عام، مؤكدة ان كثيرا من النساء يرغبن بذلك ولكن أحيانا لا يتحقق لهن مرادهن. فيما تقول فائزة إنها أخرت الحمل لمدة جاوزت الثلاث سنوات، وذلك بسبب وظيفتها التي تتطلب منها بذل جهود كبيرة، خاصة أن زواجها توافق مع بداية تعيينها، مشيرة إلى تفضيلها تأخير الحمل، إلا أنها تشدد على أهمية الانجاب والاكثار من الذرية كما حث رسول الله عليه السلام. وتؤكد بدورها فاطمة أن مصاعب الحياة الآن أصبحت تفرض على بعض الاسر عدم التسرع في الانجاب، إلا بعد تأسيس الوضع المادي الجيد للاسرة، ومن ثم البدء في الانجاب، مؤكدة أيضا على اهمية الانجاب وأن المرأة التي تقدر على الانجاب وترفض ذلك تكون ظالمة لنفسها وأسرتها، لافتة إلى رفضها البات لأن تكون الرشاقة سببا لتأخير الحمل. ومن جانبها كشفت ل«عكاظ» استشارية النساء والولادة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، الدكتورة فتحية المجحم، أن العمر يلعب دورا فعالا في حياة الحامل، حيث إن التأخر في الزواج يؤثر على فرصة الإنجاب، وذلك لأن القدرة على الحمل تقل ويرجع السبب في ذلك للتناقص في عمل المبيض والتبويض ابتداء من سن 35 عاما فما فوق. وأوضحت المجحم أن الحمل في سن مبكرة، يكون أفضل للمرأة لأنها تتمتع في هذا الوقت بصحة أقوى إن لم تكن تعاني من أمراض مزمنة، فكلما تقدم العمر زادت المشاكل المصاحبة للحمل ومنها الإجهاض، والنقص في أوزان المواليد، والولادة المبكرة، مشاكل في المشيمة، الولادات القيصرية، واحتمال إصابة المرأة بأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، مما يؤثر سلبيا في الحمل. وأكدت أن نسبة حالات الإجهاض ترتفع لدى النساء الحوامل ويزيد مع تقدم السن، ففي العشرينات تصل نسبة الإجهاض إلى 11 12% وفي الأربعينات تصل نسبة الإجهاض إلى 50% وفي سن 45 تصل إلى 93% فنلاحظ أن نسبة الإجهاض تزداد كلما زاد عمر المرأة. إما بالنسبة لوزن الجنين فقالت: تكون المرأة عرضه لإنجاب أطفال ذوي أوزان قليلة كلما تقدم بها العمر، إلا في حالة إصابة المرأة بمرض السكري خاصة إذا كان هناك إهمال في اتباع العلاج المعطى أو لم تكن هناك حمية متبعة، فهناك احتمال ولادتها لطفل ذي وزن قليل أو كبير وذلك يعتمد على عمل المشيمة. وتضيف الدكتورة فتحية أن نسبة العيوب الخلقية تتزايد لدى الأجنة عند تقدم عمر الأم، سواء نتيجة خلل في الكروموسومات، أو عضوية، تزيد مع تقدم سن المرأة، مما يؤدي إلى الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل، أو ولادة طفل معوق، مثل متلازمة داون، ويجب ألا ننسى قدرة الله وإرادته، حيث توجد حالات لدى أمهات صغيرات في السن، وللتقليل من هذه المخاطر ننصح الأم بالمتابعة في فترة الحمل واتباع نصائح الطبيب، وعدم تأخير الحمل لما بعد الأربعين. وذكرت المجحم الادوية التي تقلل من نسبة حدوث التشوهات وهي حمض الفوليك، وينصح باستخدامه قبل الحمل بثلاثة أشهر، وتوجد فحوصات تعمل في بداية الحمل لمعرفة ما إذا كان الجنين مصابا بتشوهات خلقية، تمكن المرأة من التخلص من الحمل إذا كانت إعاقة الجنين من النوع الشديد وموته بعد الولادة متوقع.