سيطرت حرب المنشقين مع الجيش السوري النظامي على التطورات الميدانية في البلاد، وسط إضراب شمل معظم المدن السورية وأوقف الحياة العامة وسط محاولات النظام إنهاء التوتر بالقوة العسكرية. وفي هذا الإطار قتل ثمانية جنود سوريين على الأقل في كمين نصبه منشقون في ريف حماه شمال العاصمة السورية، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 22 مدنيا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن منهم 11 في محافظة حماة، موضحا أن مقتل خمسة أشخاص في هجوم للجيش في المحافظة نفسها على سيارة، دفع منشقين إلى نصب كمين لقافلة عسكرية من أربع سيارات جيب وقتلوا ثمانية جنود. وتحدث المرصد عن انتشار أمني كثيف في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق بعد أن أغلق أهالي الحي الشوارع والمحلات تنفيذا للمرحلة الثانية من إضراب الكرامة. وأضاف أن قوات عسكرية معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة اقتحمت مدينة الحراك في محافظة درعا حيث سمعت أصوات إطلاق نار كثيف. وفي دوما بريف دمشق قطعت الاتصالات الهاتفية بينما سمع رصاص كثيف قرب مبنى أمن الدولة. وألقت الأزمة السورية بظلالها على الجارة لبنان، إذ اقتحمت قوات الأمن السورية أمس مجددا الحدود اللبنانية وتوغلت مدعومة بالدبابات داخل الأراضي اللبنانية لجهة عرسال، ونفذت حملة تمشيط واسعة طالت جانبا من الحي الشرقي للبلدة في محلة خربة داوود ومنطقة خزعل، ما أدى إلى جرح شخصين من أبناء البلدة هما خالد ومحمد الفليطي. إلى ذلك، نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ما تناقلته بعض الصحف من أقوال منسوبة إليه حول توقعاته بأن عقوبات الحظر الجوي ضد سورية سوف تدخل حيز التنفيذ قريبا وبأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية. وقال الأمين العام في بيان وزعته الجامعة العربية أمس «أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتصالات جارية من أجل تذليل العقبات، التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية وإنجاح خطوات الحل العربي». وأكد أن اجتماعات اللجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة الوزاري، المقرر عقدهما السبت المقبل، سوف يبحثان هذا الموضوع من كافة جوانبه.