كتبت مقالين عن اللوحات الإعلانية المستحدثة في مدينة جدة، وطالبت الأمانة بإيضاح المعايير والشروط الفنية والهندسية التي بناء عليها وضعت المناقصة حتى استحقت ترويجها إحدى الشركات بهذه الطريقة غير المدروسة، وانتظرت وغيري من محبي جدة توضيح الأمانة ولماذا وضعت ووزعت هذه اللوحات الإعلانية بأحجامها المختلفة في شوارع وميادين جدة بهذه الطريقة الاستفزازية، فلا يمكن لنا اليوم أن نشاهد ونستمتع بمجسمات وميادين جدة الجمالية التي يقال إنها تجاوزت ال600 مجسم جمالي وفني ويحكى عنها عالميا إلا وهي محجوبة ومسدودة بهذه اللوحات، ففي الميادين الغنية بهذه المجسمات تجد اللوحات الإعلانية في جميع الاتجاهات ومن أية جهة حاولت فيها دخول الميادين وليست لوحة واحدة فقط بل عدة لوحات خلف وجوار بعضها ومن لا يصدق يذهب إلى ميادين شوارع التحلية والأمير سلطان وبقية ميادين شمال غرب جدة كميدان شارع الأمير فيصل بن فهد وغيره من الشوارع الهامة والرئيسية؛ ناهيك عن الأرصفة التي لم تسلم من تكدس هذه اللوحات وليتها الأرصفة العامة بل أرصفة الناس وأراضيها فقد تجد رصيفا لسوق خلفها إعلانات لتجارة سدت هذه الإعلانات ومصالح الناس بلوحات إعلانية، وقد تجد رصيفا خلفه فيلا أو عمارة أو سور أرض سدت أيضا هذه الأملاك الخاصة بهذه اللوحات الإعلانية. لا أبالغ إن قلت إن هذه اللوحات التي خنقت جدة لا يوجد لعددها وطريقة توزيعها مثيل في مدن العالم ولا أعلم لمصلحة من هذه العشوائية في انتشار وتوزيع هذه اللوحات ومن المستفيد منها وهل زادت بعدها مدينة جدة تنظيما إعلانيا أو زادت جمالا وبهاء وإطراء عالميا أم ازدحمت وخنقت بها كما هي مزحومة دائما في ظل ثورة المشاريع التي ينفذ معظمها على أكمل وجه ويتأخر أيضا القليل منها على أكمل وجه. الموضوع ليس مجرد لوحات بل روح مدينة ولا ينبغي في وقتنا هذا أن تمارس فيها هذه العشوائية والارتجالية، اللوحات رمز وعينة لسلوك إداري غير منظم ولمعايير ما زالت مفقودة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة