يشتكي بعض طلاب الجامعات من غلاء أسعار الكتب الدراسية، خاصة من كان منهم في الدراسات الصحية والعلمية، حيث أحيانا تحتوي المراجع على صور ملونة تزيد في تكلفة الكتاب ومن ثم يزيد سعره، فبعض المراجع الطبية تبلغ قيمتها سبعمائة ريال وأكثر، وهو ما يرهق ميزانية الطلاب خاصة من كان منهم يعول نفسه أو مسؤولا عن إعالة نفسه وغيره ولا يملك من الدخل المادي ما يفي بحاجته لشراء الكتب. وليس طلاب الجامعات هم وحدهم الذين يعانون من غلاء الكتب وتعذر توفير ثمنها، وإنما هناك أيضا فئات أخرى من ذوي الدخل المحدود الذين قد يحول الفقر بينهم وبين الوصول إلى الكتاب، كبعض الأطفال والناشئة من محبي القراءة، أو الأمهات اللاتي يرغبن في قراءة القصص كل مساء لأطفالهن الصغار، الذين يجدون متعة في الاستماع إلى الحكايات والتفرج على الصور الملونة قبل أن يناموا، أو بعض الكبار الذين ينشدون المعرفة والاطلاع، لكن عدم توفر قيمة الكتاب في أيديهم يحول بينهم وبين كل ذلك. الكتاب مهما رخص ثمنه، يظل في منظور الأسر المحدودة الدخل شيئا كماليا، يفضل توفير قيمته لحاجة أخرى تبدو لهم أكثر أهمية أو أقوى جاذبية، وبالتالي يضحي اقتناء الكتاب بالنسبة إليهم أمرا ثقيلا ومستبعدا، فيغلق أمامهم باب للمعرفة والتنوير بسبب العجز المادي. عامة الناس لا يوجد لديهم الحافز القوي لاقتناء الكتب، لذلك لا نتوقع منهم أن يقدموا على حرمان أنفسهم من بعض الكماليات (وليس الضروريات) من أجل اقتناء كتاب، كما نقرأ أحيانا في سيرة بعض المشاهير، الإنسان العادي لا يتوقع منه تصرف مثل ذلك، ويضحي من المصلحة العامة تيسير الحصول على الكتاب للجميع بكل السبل الممكنة. في الوقت نفسه، هناك كثير من الكتب تفيض عن حاجة أصحابها، إما لعدم استمتاعهم بقراءتها وإما لاضطرارهم لشرائها لحاجة وقتية، وإما للملل منها، أو لتعدد النسخ التي يملكونها من الكتاب الواحد، فتبقى مخزونة فوق الأرفف لا ينتفع بها أحد، ولو أمكن التبرع بها لمن يرغب في الاطلاع لكان ذلك أجدى وأنفع. أحيانا يكون الكتاب الذي لا يهمك ذا قيمة بالغة عند غيرك، وتداوله خير من خزنه تحت طيات الغبار. هذا ما يدفعني إلى اقتراح إيجاد مكتبات تعاونية تكون مستودعا للكتب المجانية، يترك فيها الطلاب أو غيرهم ما لديهم من كتب فائضة عن حاجتهم، لينتفع بها من لا يملكون مالا لاقتناء الكتب، فيأخذون منها ما يحتاجون إليه مجانا عند توفر نسخ عديدة من الكتاب الواحد، أو عن طريق الاستعارة متى كانت النسخ محدودة. ويمكن إنشاء مثل هذه المكتبات في الجامعات والأندية الأدبية والجمعيات الخيرية وفي الأحياء المسكونة بذوي الدخل المحدود، وتكون مفتوحة للجميع في معظم ساعات اليوم، ويمكن إسناد الإشراف على هذه المكتبات إلى وزارة الثقافة أو وزارة التربية أو وزارة الشؤون الاجتماعية، وأن يخصص لها صناديق عامة في الأسواق وفي المساجد ليضع فيها الناس ما يتبرعون به من كتب. فاكس 4555382 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة