تواصل الاعتراضات المعلنة وغير المعلنة لأعضاء الجمعية العمومية لنادي أبها الأدبي تواجدها الثقافي والإعلامي متعدية إلى تصنيف المنسحبين بأنهم تيار يخشى منه على النادي، مما أسفر عن تقديم عضوين من الأعضاء الفائزين في المجلس انسحابهما من المجلس، إلى جانب إعلان ثلاثة من الأسماء الموجودة في الاحتياط تضامنا مع هذه الطعون، الأمر الذي حدا بوكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان بالاجتماع بهم قبل ليلتين والاتفاق كما علمت «عكاظ» على إعادة التصويت لانتخابات النادي. الاعتراضات التي انطلقت يوم الثلاثاء 20 ذي القعدة الماضي، بتقديم أكثر من نصف أعضاء الجمعية العمومية لنادي الذين حضروا الاقتراع اعتراضا لوزارة الثقافة والإعلام ضمنوه اعتراضهم على نتيجة التصويت لاختيار مجلس الإدارة وخصوصا ضد أربعة من الأسماء التي أعلن فوزها، مؤكدين عدم تصويتهم لهذه الأسماء معتبرين أن هناك خللا في عملية التصويت. لكن في المقابل أثارت تصريحات صحافية أمس الأول لأعضاء في نادي أبها الأدبي حفيظة المعترضين على نتيجة الانتخابات حينما وصفوا أنهم تيار يريد إجهاض الانتخابات لما يحملونه من ثقافة أيدلوجية يخشون من سيطرتها على النادي، لكن المعترضين على هذا التصنيف رفعوا خطابا مضادا لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مؤكدين فيه أنهم يشكلون طيفا واسعا من الاتجاهات الأدبية. وأوضحت المستقيلة من مجلس النادي اعتراضا على آلية الاقتراع الدكتورة مريم الغامدي أن محاولة جر الطعون الانتخابية إلى تيار معين يناقض الحقيقة التي رآها وكيل الوزارة للشؤون الثقافية في الاجتماع الأخير، وقالت: «الأسماء التي استقالت من المجلس ومن الاحتياط تشكل طيفا واسعا، وكان احتجاجهم منصبا على رغبتهم في إعادة الاقتراع بعد أن ظهر أن أكثر من نصف الجمعية احتج على الاقتراع من خلال البيان الذي أرسل لوزير الثقافة والإعلام»، مبينة أن ما نشر على لسانها من عدم رغبتها العودة إلى النادي «غير صحيح»، وأضافت «أعلنت استقالتي من المجلس لوجود طعون واضحة من الجمعية، وهو ما يعني ضرورة إعادة الانتخاب بما يكفل المصداقية»، مؤكدة «الطعون إجراء طبيعي يجب أن نتقبله نحن الفائزون بصدر رحب إذا أردنا النجاح لهذه التجربة»، وأكدت على أنها ستعود إلى ترشيح نفسها إذا أعيدت الانتخابات. أما المنسحب الآخر من مجلس إدارة النادي تضامنا مع هذه الطعون، الشاعر أحمد عسيري، فقال: «ارفض فكرة التيارات والتصنيف»، وأضاف «الطعون مقنعة ويجب أن يكون لدينا من الشفافية والنزاهة ما يجعلنا نعود إلى الحق»، أما المنسحب من قائمة احتياط مجلس الإدارة، الأكاديمي بجامعة الملك خالد الدكتور أحمد فايع فأكد أن خروجه يعني قناعته بموضوعية الطعون المقدمة، وقال: «الطعون لا تعني الأشخاص لذواتهم، وإنما تعني وجود خطأ محتم في الآلية»، مشيرا إلى أن الخطوة الحضارية التي خطتها الجمعية في نادي أبها الأدبي واستقالة اثنين من المجلس وثلاثة من الاحتياط يجب أن ينظر لها في سياقها الموضوعي بعيدا عن محاولة إدخال التيارات في هذه القضية، وقال: «وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ومن في صحبته اطلعوا في اجتماعهم الأخير على الحقائق، ورأوا أن العملية ممارسة حضارية واعية». أما المنسحب الآخر من قائمة احتياط مجلس الإدارة، الدكتور سعد عثمان، فقال: «أنا مقتنع بالطعن، وبوجود أخطاء»، مؤكدا أن الجمعية العمومية مارست حقها الطبيعي في الطعن وهو إجراء يجب أن يحترم من الجميع، مؤكدا «الطعون والعودة إلى الحق أمر سيعطي هذه التجربة نجاحا كبيرا»، ونبه عثمان «الزعم بوجود تيار معين هو محاولة سيئة لتشويه هذه الطعون». من جهته، عبر الأول على قائمة احتياط المجلس المنتخب الناقد الدكتور عبدالرحمن المحسني عن دهشته من محاولة أخذ الحقيقة إلى تيارات واتجاهات وأكد أنه قرر الانسحاب بعد أن انسحب أحمد عسيري والدكتورة مريم الغامدي من المجلس، وقال: «اعترض على التصنيف فنحن أعضاء الجمعية العمومية المعترضون طيف واسع من المثقفين يشهد على ذلك وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان الذي حضر واستمع وتقبل الآراء بكل شفافية وموضوعية».