أكد ل «عكاظ» المفكر الدكتور محمد المسعود، كامل الولاء والانتماء للوطن وقيادته، وأعلن استنكاره وبشدة مطلقة «ما حدث في القطيف من شغب وفوضى، نفذه أفراد مدفوعون بشعارات مغشوشة وعقول غير قادرة على رؤية المستقبل وأحلامنا الكبيرة. وقال من مسقط رأسه في القطيف «حقيقة يجب أن أقولها ويقولها غيري من العقلاء والحكماء وأبناء هذا البلد الطاهر.. إنني أؤمن بهذا البلد وأؤمن بحكمة الملك عبدالله، وأؤمن بأن هذه الأزمة لن تكون شرا لنا، بل ستكون خيرا لنا إذا جعلناها فرصة عميقة لبناء حياة أفضل لأبنائنا بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وأضاف «بصدق وبلا مواربة كلمة حق يجب أن تقال، وليس من الحكمة أن يصمت الجميع من العقلاء ورجال الدين ويبقون متفرجين». وفي رده على سؤال عن كيفية تحريك الوعي لنبذ أي خلافات في وطن الاستقرار الاجتماعي والوحدة الوطنية، أجاب «أقول بحق إن وطنا يتحرك الوعي فيه دائما إلى الأعلى جدير بإيماننا الكبير به، وجدير باليقين أن الأجمل لا زال يسكن مستقبل منجزاتنا المشتركة، والمستقبل لا يزال ينتظر سواعدنا وقلوبنا ووحدتنا، ويجب تفويت الفرصة على كل من يريد اقتناص لحظات الغضب والضعف والانفعال». وزاد: أنا على يقين أن الأغلبية يتعين عليهم اليوم المبادرة بحكمتهم وعقولهم وتجربتهم الناضجة في قراءة الواقع وحسن الحكم عليه، بل يتعين عليهم القبض على الراية الخضراء للقضاء على أية ظاهرة باتت أسبابها وشعاراتها ومطالبها ملتبسة ومشوشة وبعيدة حتى عن فهم نفسها، غير بصيرة بواقعها، غير قادرة على رؤية المستقبل وأحلامنا الكبيرة عليه. وعن المسؤول عن التوعية وحزم الأمر وكيفية تحرك العقلاء، قال: المسؤولون هم رجال الدين الذين يمثلون ضمير المجتمع الحي، ويمثلون رسالة المحبة والسلام والتعايش، رعاية الحقوق والمصالح والمظالم والعدل. وأضاف التساؤل يلحقه تساؤل: هل يليق الصمت والأمر يمكن أن تحتويه القلوب والعقول والحب الجامع بيننا؟، هل نسينا مائة عام من الحب والرضا والعيش الكريم والمعالجة الواعية والبصيرة لكل مأزق ومشكلة تعترضنا في سفرنا نحو أحلامنا الكبيرة المعلقة بهذه الأرض الطيبة؟. وقال إن الظرف لا يستطيع معه الصمت ولا يليق به، فكل الذي بنيناه سويا يجب ألا يهدد بالسقوط، وكل القلوب المتباعدة التي تدانت على كل قواسمنا المشتركة يجب ألا تهدد مرة أخرى بالتباعد. وعن كيفية طمس الفتنة ودحرها قال «إن أقبلت الفتنة يتعين على العالم أن يظهر علمه وقاية للناس من شتات قلوبهم ونفوسهم.. حفظا ورعاية لدمائهم، صونا لعيشهم، وأن نؤدي جميعا صلاة جامعة واحدة لقبلة مشتركة واحدة نحو البيت العتيق الواحد.. وأن يصطف كل علماء ومشايخ وطلبة العلوم الدينية، ليعلم الجميع في الداخل والخارج أننا دم واحد.. نبع واحد.. وسائر الناس ينابيع شتى.. وأننا وإن اختلفنا، وإن نزغ الشيطان بيننا، يجمعنا القرآن، النبي الخاتم، نبل الأصول، شهامة النفوس وطهر القلوب.. نراهن بوعي مشترك حكاما ومحكومين على هذا الوطن.. ومستقبله.. فلا يمر وطن لا يراهن أهله عليه.