يعيش أهالي العروس هذه الأيام حالة من القلق والترقب تحسبا للأمطار المتوقعة وغير المتوقعة التي تتحفنا بأخبارها الصحف بتصريحات وتلميحات الأرصاديين بين حين وآخر. وبالطبع كل هذه المعطيات هي رسائل موجهة إلى أهالي مدينتي الحالمة «جدة» بأخذ الحيطة والحذر وعدم التساهل بهذه التنبؤات التي تطلقها الأرصاد أو مركز التغير المناخي في جامعة المؤسس، وخصوصا أن احتمالية الأمطار قائمة إلى شهرين مقبلين، وهو ما يستدعي تكامل منظومة الطوارئ في كل القطاعات المعنية مباشرة أو غير المعنية، حتى لا يعاد السيناريو الذي شهدناه في الأعوام الماضية. الأمطار خير وبركة، وهي من أكبر النعم الممنوحة من رب السماوات، وتعيد التوازن المائي في كوكب الأرض، فكثير من الدول تستفيد منها بعد معالجة الشوائب الموجودة فيها، وليس شرطا في تناولها وإنما في الزراعة والري ومشاريع أخرى. ما دعاني أن أكتب هذه السطور هو الهاجس الذي يعيشه أهالي جدة هذه الأيام وخوفهم من هطول أمطار لا يعرف مداها خفيفة أو متوسطة أو غزيرة، فبدلا من الدعاء خيرا نجد الكثير من البشر لا يتمنون هطولها وكأنها أصبحت نقمة وليست نعمة. وتتواصل رسائل الأرصاد كل يوم وتحمل في طياتها استقرار الطقس وتارة أخرى احتمالية تكون السحب الرعدية الممطرة، وبين كل هذه الاحتماليات تتجه قلوبنا إلى الله رافعين أكف الضراعة بأن يجعل الله سبحانه وتعالى هذه الأمطار خيرا وبركة ويعمنا بنفعها، وأن تنتهي كل المشاريع القائمة التي تشهدها جدة هذه الأيام، وأن تكون الحلول المؤقتة التي وضعت لمعالجة الأمطار حيوية وقادرة على إبعاد مخاوف الأهالي وتوجسهم. وأخيرا.. أتمنى أن تكون الخطط التي وضعت لمواجهة الأمطار من قبل كافة الجهات خططا مدروسة ومفعلة فيها روح تعاون الفريق الواحد، وخصوصا أن الاستفادة من تجارب الأعوام الماضية كانت رائعة، لا سيما من قبل المتطوعين الذين سجلوا أسمى معاني تكافل المجتمع الواحد. والله من وراء القصد.