أوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، أن من الفوائد في تجربة الانتخابات الأدبية هو ذلك التحاور حول اللائحة، معتبرا أنه «حوار جيد يؤسس لثقافة الاختلاف والتنوع، ويفصح عن رغبة صادقة في تطوير المشهد الأدبي والثقافي»، مبينا أنه سيكون جزءا من حوار جاد مثمر في الملتقى الثاني للمثقفين في غرة صفر المقبل». وأكد خوجة ل«عكاظ»، أن الكتاب الإلكتروني رديف للكتاب الورقي، مشيرا إلى أن الوزارة مهتمة بالكتاب الإلكتروني، مطالبا القطاعات الأخرى الاهتمام به. وكرم الوزير خوجة الفائزين بجائزة كتاب العام للنادي الأدبي في الرياض البارحة الأولى، حيث حصل عليها كتاب «ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه، لمحمد الأمين بن فضل الله المحبي»، الذي حققه الدكتور سعود بن عبدالله آل حسين والدكتور عبد العزيز صالح العقيل. وأشار إلى أن «الكتاب المحتفى به جدير بالاحتفال به وإشاعة هذا اللون من الثقافة دليل وعي ورقي، ومأثرة من مآثر المجتمعات المتقدمة، وهل من معنى يفوق الالتفاف حول كتاب نهتم به، فالكتب نافذتنا على الكون والحياة فيها السلوى وفيها الرضا تصمت ولكنها قادرة على الكلام وهي تتكلم بعدد قرائها، تمنحنا أنفسنا حين نعرف بها أنفسنا نحتضن الكتاب فتورق الضلوع ويشتد وجيب القلوب ونقص حكاياتنا مع كل كتاب نصادقها ونكرمها ونحنو عليها ونستودعها أسرارنا، فكم من قارئ احتفظ بين صفحات كتاب برسالة أثيرة لديه، وكم من عاشق دس بين أوراقها وردة، وكم من أرق ما واتاه النوم إلا بعد أن توسد كتابه، إننا رومانسيون مع الكتب لأننا نعيش مع الكتاب قصة عشق لا تشيخ». وحول الكتاب الفائز بالجائزة، قال وزير الثقافة والإعلام: «لفت نظري إلى هذا الكتاب أمران، أولهما: أن المؤلف المحبي توفاه الله سنة 1111ه، فهو ينتمي إلى الألفية الهجرية الثانية، وأن بين زمننا وزمنه 321 سنة، فهو نسبيا قريب عهد بنا مقابلة بعلماء آخرين، والأمر الثاني: الموضوع الطريف الذي انطوى عليه الكتاب بمجلداته السبعة، فهو كتاب موسوعي ضخم في اللغة والأدب، ما أن تصفحت ورقات منه حتى أمضيت معه وقتا طويلا، واستمر دأبي معه أياما وأياما أعود إليه واقرأه وأجد فيه المتعة والفائدة لما تضمنه من دقائق في اللغة، وما احتوى عليه من طرائف في التاريخ والأدب والأساطير، كل ذلك نجده في تراكيب لغوية خاصة، تتألف من كلمة مضافة إلى كلمة أنها، وأنا مختص في الكيمياء كيمياء لغوية تتشكل بها عوالم طريفة في اللغة». وأكد أن حصول الكتاب على الجائزة، يكشف عن محمدة ينبغي أن تشيع في ثقافتنا ألا وهي الاحتفاء بتراثنا العربي الإسلامي، فهو «حي وقوي، وفيه من دلائل التنوع ما يستطيع أن يعزز فينا عددا من القيم، ولعل من أهمها قيمة حب العلم والتفاني فيه، ولاشك أن هذه الجائزة التي لن يعود ريعها إلى المؤلف رحمه الله، وسينال أجر اجتهاده من المولى عز وجل، ستجعله ينظر إلينا وهو في عالم الغيب نظرة الرضا والتقدير، إن احتفينا بكتابه وإن تحاورنا فيه وإن اجتمعنا من أجله، وهل يحلم مؤلف بأكثر مما يحوز كتابه رضا قارئه، رحم الله المحبي الذي حبب إلينا كتابه، وغفر له». وختم كلمته بقوله: «في هذه الأمسية التي خصصها النادي الأدبي في الرياض لتكريم الكتاب والإبداع لا نجد أبلغ من كلمات الوفاء نقولها لكل من أنفق جانبا كبيرا من جهده ووقته من أجل تطوير المشهد الأدبي والثقافي في بلادنا، وأقول في هذا المقام شكرا لزملاء أعزاء أنجزوا الكثير من أجل نادي الرياض وحقق النادي أثناء وجودهم في مجلسه السابق أعمالا مهمة في الثقافة والأدب، إضافة إلى ما يتمتعون به من مكانة».