بين قطع خبز مبللة، ولحف ممزقة، تحت سقف منزل مستأجر، يقيم ثمانية يتامى محرومين من أبسط متطلبات الحياة. أكبرهم فتاة في ال 21 من عمرها، أخذت على عاتقها مسؤولية الاعتناء بإخوتها، وإعداد الطعام لهم، وفتاة في العقد الثاني، أمية لم يتسن لها الالتحاق بالمدرسة، وطفل يحبو لم يتجاوز ربيعه الأول، يبحث عن صدر حنون. «عكاظ» رافقت لجنة حقوق الإنسان إلى مقر سكن اليتامى، وسط حي ريع ذاخر، والذي لا يمكن الوصول إليه لكثرة أزقته بدون مرشد، وهناك استقبلنا فتى لم يكمل التاسعة عشرة قد أخذ على عاتقه مسؤولية أشقائه، كاشفا عن معاناتهم قائلا: «في غضون ستة أشهر من العام الماضي، فقدنا والدينا لمرض كانا يعانيان منه»، مشيرا أن جميع إخوته لا يحملون بطاقات شخصية، بحكم أن والدهم المتزوج من والدتهم غير السعودية، لم يضفهم في كرت العائلة منذ ولادتهم، ما زاد في معاناتهم. ويكمل: «أنا وأشقائي لم نكمل تعليمنا، حيث لا يسمح لنا بمواصلة الدراسة بدون الهوية الوطنية، إضافة لحرماننا من العلاج، وغير ذلك من الحقوق. من جانبه، أكد محمد كلنتن عضو جمعية حقوق الإنسان في العاصمة المقدسة، سعيهم لإصدار بطاقات هوية لهؤلاء اليتامى، وذلك حتى يتمكنوا من مواصلة تعليمهم، سيما أن غالبيتهم صغار في السن، إضافة لتقديم بطاقة معيشة شهرية، وتوفير كسوة العيد، مشيرا إلى أن هناك مستوصفات تمول عن طريق الجمعية، تقدم لهم العلاج، مع مبلغ مالي بداية كل شهر لتوفير مستلزماتهم الأخرى. ومن جانب آخر، أوضح مصدر في الضمان الاجتماعي أنه لم يصلهم أي طلب عن الأسرة، وحالما يتم ذلك ستدرس الحالة.