قدم رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي استقالته من رئاسة اللجنة أمس، رافضا التراجع عن القرار الذي فاجأ منسوبي اللجنة ومسؤولي شركات الحج والعمرة، إذ عزا سبب الاستقالة إلى ارتباطات خاصة. ويأتي هذا التصعيد من قبل رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة بعد أن رفض الالتزام بمنع وزارة الحج له التصريح لوسائل الإعلام منتصف العام الماضي. كما جاء قرار الاستقالة مرتبطا بنفي الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة ما تردد حول دفعه لتقديم الاستقالة كرها، معلنة قبول الاستقالة التي تأتي بعد عطاء دام 13 عاما شغل خلالها منصب رئيس لجنة الحج والعمرة. الاستقالة التي جاءت تأكيدا للمثل القائل «إذا كان الحديث من فضه فالسكوت من ذهب» كون مسبباتها جاءت بين الحث على الصمت والرغبة في الكلام، فوزارة الحج تحذر رئيس اللجنة من الحديث لوسائل الإعلام، ففضل ترك كرسي رئاسة اللجنة لأسباب لرفضه التام تحديد متى يجب عليه أن يصمت، ومتى يحق له أن يتحدث، فجاء قرار الاستقالة. وقال ل «عكاظ» سعد جميل القرشي رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة «سأصبح اليوم مستشارا لوسائل الإعلام في شؤون الحج والعمرة، ولهذا قدمت استقالتي من رئاسة اللجنة الوطنية للحج والعمرة، وأوضحت مسبباتها خطيا برغبتي في التفرغ لأعمالي وأنشطتي الخاصة، كوني لا أود كشف الأسباب الحقيقية. وأضاف رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة السابق عقب تقديمه الاستقالة «قدمت استقالتي طوعا ولم أجبر على تقديمها كرها، ولقد راودتني فكرة الاستقالة قبل موسم الحج الماضي لكنني آثرت تأجيلها لحين انتهاء الموسم، لكي لا يقال بأنني تخليت عن مسؤولياتي فنحن نعمل من أجل الوطن». واعتبر سعد القرشي أن من يبرز في مجال عمله لا شك أنه يواجه مضايقات للتقليل من الجهود التي يبذلها، ذاهباً إلى أن وزارة الحج منعته من التحدث إلى وسائل الإعلام بحجة «أنني أتطرق لأرقام وإحصاءات غير دقيقة تتعلق بعمل الوزارة، وهذا ينافى الواقع، لكنني لا أخفي أنني أضع يدي على الجرح في التعامل مع بعض الأمور التي تتعلق بالخدمة وتنظيمات شركات الحج والعمرة، وأنا لا أحب أن أكون مقيدا، بل أحب أن أكون مثل الطائر، وقدمت هذه الاستقالة باختياري حين وجدت نفسي بين خيارين؛ إما أن أبقى وأتحدث، أو أن أصمت وأمسك الباب، وأقسم بالله لم يأتني أي خطاب من أية جهة يدفعني للاستقالة». وأفاد سعد القرشي أن استقالته من رئاسة اللجنة الوطنية للحج والعمرة لا تعني استقالته من عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية واللجنة التنفيذية لمجلس الإدارة، أو من رئاسة لجنة النقل في غرفة مكةالمكرمة «وما زلت محتفظا بمناصبي الثلاثة، وفسخت عباءة اللجنة الوطنية للحج والعمرة، وهناك محاولات من قبل المسؤولين في الغرفة لثنيي عن الاستقالة لكنني أؤكد لا عودة عن القرار». من جهته، أكد ل «عكاظ» رئيس الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة طلال بن عبدالوهاب مرزا، استقالة رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، معللا أسباب ذلك إلى ارتباطاته العملية، وتم قبول الاستقالة بعد رفضه التراجع عن قراره، وسترفع لصاحب الصلاحية. وقال طلال مرزا «لم يصلني حتى أمس أي خطاب يطلب تقديم أو دفع رئيس اللجنة للاستقالة، وسيتم تعيين رئيس للجنة الأسبوع المقبل، خلفا لرئيس اللجنة سعد جميل القرشي الذي يعتبر أحد الذين بذلوا جهودا مخلصة في خدمة شركات الحج والعمرة وله مساهمات فاعلة في تطوير أداء اللجنة خلال السنوات الماضية».