تعد كليات التربية من أهم الكليات التي تحرص الجامعات العريقة على تأسيسها، وذلك لأهميتها في إمداد سوق العمل باحتياجاته من الكوادر البشرية الذين يشكلون العمود الفقري للمؤسسات التعليمية. وإدراكا من وزارة التعليم العالي للدور المؤثر لكلية التربية في سد حاجة مدارس التعليم العام من الوظائف التعليمية والقيادية؛ قررت ضمها لجامعة الملك سعود عام 1386 ه الموافق 1966م، وبذلك فإنها تعد من أوائل كليات التربية التي تأسست في الجامعات السعودية والعربية. وخلال نفس العام بدأت الكلية نشاطها بالتعاون مع وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا)، والمنظمة الدولية للتربية والعلوم (اليونسكو)، وأسهمت بشكل كبير في أنشطتها التربوية والتعليمية، وحققت نجاحات لافتة، بدأت بعدها بتأسيس تسعة أقسام أكاديمية، تقدم تسعة عشر برنامجا للبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراة، إضافة لتقديم البرامج المتنوعة لتدريب القيادات التربوية، والمشرفين التربويين في مختلف التخصصات. وأثناء احتفال جامعة الملك سعود بمرور خمسين سنة على تأسيسها؛ حددت الكلية رؤيتها الاستراتيجية بأن تكون ضمن أفضل خمسين كلية تربية في العالم، وذلك بالسعي لتحقيق التميز والريادة التربوية التي تسهم في بناء مجتمع المعرفة، لتصبح «بيت الخبرة» الأول على المستوى الوطني والإقليمي، وصولا إلى مصاف كليات التربية ذات المكانة العالمية المرموقة. ولتحقيق هذه الرؤية، سعت الكلية إلى تطوير برامجها الأكاديمية، وعقدت شراكات واتفاقات دولية مع عدد من الجامعات والمعاهد العالمية، كجامعة ليدز University of Leeds لتقديم برنامج ماجستير مشترك في تخصص تدريس اللغة الإنجليزية، والمعهد الوطني للتربية في سنغافورة لتدريب القيادات التربوية، كما احتضنت عددا من الكراسي العلمية والمراكز البحثية، بهدف تطوير البحث العلمي، وتحسين أداء أعضاء التدريس والطلبة الذين تتزايد أعدادهم عاما بعد عام، مما جعلها من أكثر كليات الجامعة أعدادا،وهو ما دفعها لبذل جهود متواصلة للارتقاء بأنشطتها الإدارية والتعليمية، وأسهم في حصولها على شهادة إدارة الجودة «الآيزو» ISO 9001 في مجال الخدمات الإدارية والأكاديمية للطلبة، ومنسوبي الكلية والمجتمع، والسعي بخطى حثيثة للحصول على الاعتماد الأكاديمي العالمي، وصولا إلى الغاية النهائية المتمثلة في تخريج كفاءات أكاديمية وقيادات تربوية مؤهلة، تستطيع القيام بواجباتها وفق أعلى معايير الجودة العالمية. ومن الضروري أن تواكب هذه الرؤية الطموحة قناعة من قيادات الكلية، وأعضاء هيئة التدريس، والإداريين، والطلاب والطالبات، بأهمية المشاركة الفعالة في مختلف برامج وأنشطة الجودة، والوعي برسالة الكلية، وأهدافها الاستراتيجية، وقيمها الإيجابية التي تسعى إليها، والتي لا يمكن تحقيقها دون العمل بروح الفريق الواحد. كلمة أخيرة: الجودة Quality لا تعني تحقيق المستحيل بالوصول إلى الكمال، بل تعني تحقيق الحد الأدنى من المعايير العالمية المطلوبة. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة