أن يقرر شخص ما سرقة أموال خاصة أو عامة، من الطبيعي أن يلقى القبض عليه، ويوضع في السجن، حتى وإن أعاد الأموال المسروقة، لن يخرج من السجن إلا بعد انتهاء مدة العقوبة التي أقرت. كذلك حين يقرر شخص ما التعدي على أملاك الدولة ويبني عليها أو يسورها لتصبح جزءا من أرضه، من الطبيعي أن يهدم المبنى وأن يغرم هذا الشخص أو يسجن أو تطبق عليه العقوبتان إن تكرر منه هذا الأمر. وهذا ما هو طبيعي في العالم كله، ولكن وبحكم خصوصيتنا التي يسمع عنها الكثير لكنه لا يستطيع تحديدها، سأحدثكم اليوم عن خصوصيتنا حتى يستطيع المواطن إفحام أو الإجابة على من يسأله لماذا تدعون أن لكم خصوصية؟ من خصوصيتنا وكما قالت جريدة «الحياة» السبت الماضي في خبرها: «أمهلت أمانة مدينة الرياض مسؤولا في الدولة أسبوعا كاملا لإزالة تعدياته على أرض حكومية تبلغ قيمتها مليوني ريال»، وكان المسؤول قد استغل إجازات عيد الفطر المبارك ونهاية الأسبوع للعمل في الموقع، وتسوير المساحة الزائدة ووضع باب كهربائي عليها». «وإمهال المسؤول بعد تعديه على الأرض» هي إحدى خصوصياتنا، فنحن على مستوى المواطن نطبق ما هو طبيعي في العالم كله، فيما المسؤول يتم إمهاله، والسبب أن المسؤول يختلف عن المواطن، فالمواطن فاضي وليس لديه ما يشغله ويمكن تغريمه أو حتى سجنه، فيما المسؤول لديه مشاغل كثيرة، وخصوصيتنا تراعي هذا الأمر. أتمنى في المرة المقبلة أن تقدم الأمانات خصوصية أخرى لنا، وهي أن ترسل خطاب توبيخ كعقوبة إن تعدى مسؤول آخر على أملاك الدولة، فنحن لدينا ما يسمى «التعزير» وهي عقوبة تبدأ من التوبيخ وتنتهي بالقصاص نادرا، فيما يمكن لها رفع العقوبة على المواطن، لأنه ليس مسؤولا، وبالتأكيد ليس لديه مشاغل كثيرة. أخيرا أرجو أن أكون وضحت للقراء ما الذي نعنيه حين نردد دائما «خصوصيتنا»؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة