لماذا يرسم الأطفال؟ هل هي دوافع للتعبير عما يكنه الطفل؟ وعما يريد إخراجه من الضيق إلى الفسيح؟ في القرن التاسع عشر فطن العلماء والمربون إلى رسومات الأطفال وقيمتها.. فهذه التعبيرات أظهرت لنا ذكاء الطفل وإبداعاته، وأصبح قياس ذكائهم عن طريق الرسم، وهي الشخصية التي يوليها الطفل اهتمامه سواء على الورق أو الجسد أو الحيطان (الجدار) وبهذا يكون سلى نفسه بالألوان، وعلينا أن نمنح الأطفال التشجيع والثناء للاستمرار، ومن وجهة نظري ألمح على أهمية دراسة طبيعة الطفل والأثر من رسوماته وأعماله الفنية. ثم أوجه الطفل إلى الفن وما يتفق وتطوره النفسي وميوله في مختلف مراحله العمرية شريطة عدم التدخل المباشر في عمله، فالرسم نشاط يدفع الطفل للحركة، ولأن نشاط الرسم داخلي أي أن الطفل ببساطة يترجم ما بداخله. أما أنواعه: فهي اجتماعية، بيلوجية وهذا من شأنه أن يخل باتزانه ليتحرك السلوك فيكون محفزا إلى مواصلة النشاط، ويكون لإرضاء رغبته واحتياجاته، فالرسم تثقيف مشاعر وبلورة ذات. يبدأ الطفل بما نسميها شخبطات من عمر السنتين والنصف وكلما مارس الطفل ضغطه على القلم أو الألوان أو الطباشير تزداد مقدرته على التناسق وربط الحركات بالأصوات التي يصدرها، والطفل مولع بحركات جسده التي يكتشف منها العلاقة بين أحاسيسه وسلوكه الحركي. هنا يأتي دور الوالدين وتحفيزهم بشكل إيجابي بالاهتمام بكل ما يفعله الطفل ونبتعد كليا عن السلبية التي تؤثر على نشاطه ومن ثم تحبطه. ففي العام الأول ننمي حواسه الإدراكية ونزوده بالمعلومات والأسماء من داخل البيئة، وإن بدت الشخبطة عديمة الفائدة للعيان. لكنها بذات الأهمية للطفل حين تقدره وتسأله ماذا ترسم؟ فله اتجاه خاص به لا تعلمه أنت، فقد استطاع أن يبوح من خلال الرسم بشيء. د. سحر رجب جدة مستشار نفسي وأسري.