ما إن تأخذ بوادر فصل الشتاء بالظهور حتى تشهد مدينة الشملي حركة ملحوظة في بيع و شراء الحطب، وتكتظ العديد من السيارات المحملة بأنواعه، فتتوطد العلاقة بينه والإنسان إلى أقرب ما يكون، وتشاهد الأخير يتسابق على الاستدفاء بالأول باختلاف أنواعه (السمر، الغضا، الأرطى)، حيث تصبح شبة النار شيئا مألوفا عند الصغير قبل الكبير، ولا يخلو منها منزل. سالم العنزي وهو أحد تجار الحطب في المنطقة، قال إنه خلال هذه الأيام ومع قرب (المربعانية) لاحظت إقبالا كبيرا على شراء الحطب بجميع أنواعه. وعن أسعاره ذكر بأن شحنة السيارة الجيب «الشاص» تكلف المشتري مبلغ 1400ريال لحطب الأرطى، بينما السمر يصل إلى 1600 والغضا يتجاوز 1900 ريال، والطلب يكون بحسب ظروف المشتري المادية، حيث أصبح ذلك تقليدا تجاريا سنويا آخذا في التطور والازدياد، كما ذكر بأن البيئة في الشملي مناسبة نظرا للإقبال الكبير من قبل الأهالي. كما ذكر المواطن مطلق فارس العنزي أنه اشترى الحطب منذ وقت مبكر وبالتحديد في شهر شعبان، وذلك تفاديا لارتفاع أسعارها، خلال هذه الأيام التي من المتوقع أن تشهد فيها المنطقة أجواء باردة بشكل عام. أما المواطن عبد العزيز العنزي الذي تأخر في اقتناء وشراء الحطب هذا الشتاء، فهو يشتكي من الأسعار المرتفعة للحطب عما كانت عليه في الأعوام السابقة، حيث ذكر بأن شحنة «الداتسون» بحطب السمر تكلف مبلغ 800 ريال، بينما علل أحد التجار هذا الارتفاع بأنهم يقضون فترات طويلة لجمع الحطب من أماكن بعيدة تراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. ويتفق الجميع على ضرورة وجود الحطب في الأسواق خلال فصل الشتاء وإن غلا ثمنه، لتدفئة المنازل ضد موجات البرد القارس.