من غير المعقول أن يصل عدد حوادث الحريق في المباني التعليمية إلى (45) حادثا خلال 34 سنة أي من يوم 4/4/1398ه في المدرسة (13) في مكةالمكرمة إلى حريق براعم الأطفال في مدينة جدة يوم 23/12/1432ه. أقول من غير المعقول: ولم تستفد وزارة التربية والتعليم من تلك المآسي بإنشاء مخارج للطوارئ ،وتركيب شبكة إطفاء في المدرس بما في ذلك المدارس الخاصة، وطفايات حريق يتم تحديثها كل عام، وربط المدارس آليا بالدفاع المدني، وتكثيف التجارب الوهمية، وإعدد برامج تدريب على الإخلاء. إنه لأمر مؤلم أن يحدث هذا في بلد يملك من الإمكانيات ما لم توجد في أغلب دول العالم، ويدفع في إنشاء المدارس ما لم تدفعه أغلب الدول المتقدمة، وتخلو مدارسة في القطاعين العام والخاص من أبسط وسائل السلامة. بل وصل الأمر إلى تكبيل مدارس البنات بالقيود الحديدية. إن هذه الحوادث المتكررة مع ما تسببه من خسائر بشرية وإصابات جسمية ليس من شك أن لها تأثيرا آخر يعرف بما يسمى بالإصابات النفسية بين الطالبات والمعلمات. هذا التأثير يحتاج إلى الطب النفسي من أجل إعادة تأهيلهم. وهذا ما لم نسمع عنه في الشؤون الصحية في جدة أو التربية والتعليم في جدة، والسبب أننا نتفاعل مع الحادث عند وقوعه لكننا ننسى تأثيراته على الفرد والأسرة. وفي ظل هذا القصور غير المبرر في الرعاية النفسية أثناء الحادث وبعده نجد أن الجمعية السعودية لرعاية الطفولة (تحت التأسيس) بادرت مشكورة لهذه الخدمة النفسية من خلال مجموعة من أعضائها في مقدمتهم أمينها معتوق الشريف حيث شكلوا فريق عمل برئاسة عضو الجمعية الدكتور محمد شاووش (طبيب نفسي) تسانده الدكتورة مها حريري. وكان رجل التنسيق بين فريق الجمعية وإدارة التربية والتعليم عضو الجمعية صالح شبرق. وقد نجد نتائج هذه الجهود مساوية لمن تطوع أثناء سيول جدة. أنا على يقين أن هذه الخدمة التي استشعرها أعضاء الجمعية سوف تجعل من وزارة الشؤون الاجتماعية أكثر إسراعا في إصدار ترخيصها لأن الجمعيات أداة فاعلة في المجتمع بما تقدم من خدمات بدون أي مقابل مالي، والمجتمع بحاجة إلى جمعيات متعددة تسهم في التخفيف على القطاع العام. [email protected]