عندما تقطع مسافة 25 كم صوب الشمال منطلقا من الدمام سيلفت انتباهك على الفور بساتين النخيل الكثيفة تملأ الأرجاء والأعين، فتدرك مباشرة أنك حللت بالواحة الساحلية الرائعة المتكئة على الضفة الغربية للخليج العربي، والمسماة «محافظة القطيف». فالقادم من طريق الدمام إلى القطيف عبر شارع أحد الشهير سيمر أولا بالقديح إحدى قرى المحافظة، ومن ثم إلى بقية قراها وأحيائها، ويلحظ تلك البساتين كثيفة على امتداد الشاطئ من صفوى شمالا حتى سيهات جنوبا. وتبرز في السياق ذاته سيهات وهي محافظة تجاور القطيف وتقع على الساحل الجنوب الغربي للخليج العربي وتحدها من الشمال عنك والقطيف ومن الجنوب الدمام ومن الشرق الخليج العربي ومن الغرب النابية والمنطقة الصناعية الأولى. وهناك صفوى وتقع على بعد 10 كم عن المحافظة والمتجه شرقا من شارع أحد سيصل إلى جزيرة تاروت الموجودة داخل خور واسع من البحر الذي يحيط به غربا ساحل القطيف، وجنوبا ساحل الدمام، وشمالا رأس تنورة الممتد إلى محاذاة الجزيرة من الشرق. وتعد أوسع الجزر الواقعة على شاطئ الخليج داخل المملكة. وتبعد عن القطيف نحو 5 كم داخل البحر، واتصلت راهنا بالمحافظة نظرا لزيادة العمران. أما قرى القطيف فهي: الجش وهي البوابة الغربية للمحافظة، ثم الملاحة، أم الحمام، حلة الجيش، التوبي، القديح، والعوامية. وتعد القطيف غنية ومصدرة للبترول والتمور والفواكه والأسماك الطازجة إلى أرجاء المملكة والعالم بأسره، كما أنها معروفة بتجارة اللؤلؤ واستخراجه قبل أن يخترع اليابانيون اللؤلؤ الصناعي في بدايات القرن العشرين. كما تعد من أقدم المناطق المأهولة في الخليج العربي، حيث نشأت على صعيدها حضارات وتعاقبت عليها دول، وشهدت أرضها كثيرا من الأمم والأجناس، إذ تضم أكثر من 15 قرية ومدينة وتبعد عن شقيقتها الدمام نحو 25 كم إلى جهة الشمال، وتضم إلى جوارها مدينتي سيهات وصفوى. وبالرجوع إلى مصادر تاريخية يتبين أن أهم القبائل العربية التي استقرت في القطيف: قضاعة، الأزد، إياد، عبد القيس، تميم، بكر بن وائل، تغلب بن وائل، بنو شيبان، بنو سليم، بنو عقيل، وبنو خالد.