فيما تتسع الأحزان وتكبر المأساة.. ومن «براعم الوطن» حيث يتبرعم الوجع ويتسنبل الألم يخرج ضوء آخر تتحول الأنوثة.. إلى قيمة.. ومعنى.. تضيء البطولة.. في ريم النهاري وعبير كتوعة يصبح الموت حياة أخرى ممرا للجنة وبابا مشرعا للبطولة والفداء.. للزمن الآتي.. بحثا عن عمر ثان.. خروجا من كفن العمر الأول هو الموت سيد الحضور الدائم ورمز الجلال المغسول بماء المطر وضوء الإيمان هو الموت سيد اللحظة.. سيد العبور إلى عالم سوف يأتي .. ها هي الطفولة تغادر أسرتها البيضاء وتكتسي بالسواد ها هي الطفولة تغادر الأقلام والمحابر والألوان الزاهية.. وتنعيها الأبجدية وها هي ريم النهاري رمز البهاء تعانق عبير كتوعة رمز الضياء هو زمن اغتيال للطفولة وموت للبراءة هو الموت يتسلل دائما.. بين الممرات ويدخل خلسة ينتقي الأنقياء والأصفياء ويبحث عن فريسته هنا وهناك هو الموت الذاكرة السوداء ومخزون الألم والمواجع والفواجع الذي يقف خلف كل باب ويدخل من النوافذ هو الموت.. يندس ما بين الحقائب والدفاتر.. والأقلام الملونة ويتوج نفسه ملكا.. في لحظة الحضور العبور .. ها هما ريم وعبير.. صورتهما.. ضحكتمها كلماتمها في كل .. ريم وفي كل عبير.. وفي كل بنت وفي كل فتاة هما اختزال لأحزان البنات الأنيقات والرائعات من بنات بلادي يا إلهي.. ها هي وديعتك تعود.. وبين القتيلة والذبيحة ها هي البطولة تتجسد.. في أنثى والأنثى.. في بطولة ..الحزن يفترش الوجوه ويدخل المنازل الحزن.. هو عنوان لبقائنا المؤجل وأحلامنا المؤجلة الحزن هو رمزنا ففي عبير.. عبير أخرى وريم أخرى.. هو الموت عنوان هذا الرحيل الفاجع