يظل السؤال في حال إسدال الستار على حادثة حريق المدرسة المنكوبة «براعم الوطن»، ما إذا كان ممكنا منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى للمعلمتين ريم النهاري وتغريد كتوعة اللتين توفيتا في الحادث، تقديرا لدورهما الإنساني في إنقاذ فلذات أكبادنا وزهرات المستقبل أثناء الحادث، إذ لاتختلف حالتاهما عن حال الباكستاني فرمان علي خان الذي ضحى بحياته وبادر تطوعا في إنقاذ 14 نفسا من الغرق في كارثة سيول جدة عام 1430ه، مسطرا أسمى معاني الفداء، وذلك عندما وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على منحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى تقديرا لدوره البطولي. أو يطرح السؤال بصيغة أخرى: كيف نكرم المعلمتين ريم النهاري وتغريد كتوعة، وقد حرصتا على عدم مغادرة موقع المدرسة إلا بعد تأمين سلامة أرواح فلذات أكبادنا، وكان القدر أسرع عندما وجدتا في النهاية تصارعان الموت وسط سحابة من الدخان الكثيف الذي غطى المدرسة. إلى ذلك يرى البروفيسور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القرى، أن تكريم المعلمتين هو أقل ما نستطيع أن نرد فيه جميل مبادرتهن وعملهن الإنساني، خصوصا أن الأمر كان يتعلق بتأمين سلامة وأرواح بشر وسط كارثة، كما كان الحال في المدرسة المنكوبة. وأضاف كسناوي، الدولة حريصة على تكريم كل إنسان يبادر تطوعا في الأعمال الإنسانية، ولعل منح المواطن الباكستاني فرمان خان وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى وتكريمه ماديا خير مثال على إنسانية الوطن واهتمام ولاة الأمر والمسؤولين بهذا الجانب الإنساني، فالتكريم حافز مشجع على الأعمال الإنسانية والطوعية في الكوارث وغيرها». وخلص كسناوي إلى القول: إن تكريس ثقافة العمل الطوعي في المجتمعات له أبعاد إيجابية عديدة، ولابد أن يقدر ويكرم الشخص المتطوع في خدمة المجتمع والإنسانية.