هل تعلم أن شركة جوجل قامت مؤخرا بشراء شركة موتورلا للهواتف النقالة في صفقة تبلغ 12.5 مليار دولار؟ وهل تعلم أن مايكروسوفت أتمت منذ أيام صفقة لشراء شركة سكايبي للاتصالات بما قيمته 8.5 مليار دولار؟ وهل تصدق أن سوني الآن في طريقها للاستحواذ على شريكتها أريكسون بشراء ما قد تصل قيمته إلى 1.7 مليار دولار من أسهمها؟. ما سر هذه الصفقات ذات المبالغ الهائلة بين عمالقة التقنية لشراء منافسيهم؟ أمور عدة قد تحمل تفسيرا لما تشهده ساحة التقنية والأعمال أخيرا، لعل أول هذه الأمور هو سياسة قتل المنافس والاستفادة من مزاياه. وهذه هي السياسة التي اشتهرت بها مايكروسوفت منذ أكثر من 20 عاما. إذ قامت بشراء كل البرمجيات المنافسة لها ودمجت إمكانياتها في نظام تشغيلها (ويندوز) وطاقمها المكتبي (أوفيس) حتى كدنا لا نسمع عن أي منافس لهذين المنتجين لفترة من الزمن. فكرة استغلال براءات الاختراع التي تملكها الشركة المشتراة وتوسيع مجال المنافسة قد يكون غرضا آخر وراء هذه الصفقات. وهذا ما أكدته جوجل وهي تضع عينها على موتورلا، مما ينبئ بدخول عملاق بحث الانترنت مجال تصنيع أجهزة الهاتف المحمول شخصيا بدل الاعتماد على أطراف أخرى. الجدير بالذكر أن حجة انتهاك براءة الاختراع هي الورقة التي تلعب بها كل من أبل وسامسونج لحظر بيع منتجات بعضهما. أمر آخر، وغني عن الذكر أن ما يفتح الشهية لصفقات استحواذ كهذه هو الوضع الاقتصادي المتعثر الذي تمر به الشركات في بعض الأحيان. فشركة نوكيا على سبيل المثال والتي كانت حتى عهد قريب على القمة تعد اليوم لقمة سائغة بعد أن سحب البساط من تحت قدميها فجأة لصالح منافسيها، وقامت بتسريح 3500 من موظفيها الشهر الماضي. وهي الآن تضع آمالا كبيرة على شراكتها الحالية مع مايكروسوفت. في هذه الأيام يترقب المحللون الاقتصاديون العرض الذي قدمته مايكروسوفت لشراء منافستها العريقة شركة ياهو في صفقة تقدر ب 44.6 مليار دولار، لعلها تكون الأضخم في تاريخها، محاولة بذلك بسط نفوذها عبر العدد الكبير جدا لمستخدمي منتجات ياهو. وإن تمت الصفقة فستخضع لتحقيق ودراسة من السلطات الأمريكية والأوربية للتأكد من توافقها مع قوانين حظر الاحتكار، وهو الأمر الذي حذرت منه جوجل مما يعكس قلقها من هذه الصفقة. ما هو رأيي في الموضوع؟ أحمد الله أن مايكروسوفت خلال تسعينات القرن الماضي لم تشتر شركة أبل المتأزمة اقتصاديا وقتها، وإلا لما كنا نشهد عصر الآيفون اليوم. م. وائل بخاري باحث في مرحلة الدكتوراه كلية إدارة الأعمال جامعة نوتنجهام بريطانيا