أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان التزامهما التبرع بالأعضاء، وذلك بعد أن وقعا أمس على وثيقة التبرع خلال تدشين أنشطة الحملة الثالثة للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء تحت شعار «ومن أحياها» في كلية الطب في الجامعة برعاية رئيسة من شركة سابك. وقال الأمير سعود «ينبغي توعية أفراد المجتمع بكل الوسائل المتاحة، لافتا إلى أهمية دور الدعاة وخطباء المساجد في توعية المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء خصوصا مع وجود فتاوى شرعية تحث على التبرع بالأعضاء وتعكس سماحة الدين». وأضاف «يعتبر التبرع من أبرز أوجه التقرب إلى الله، منوها ببرنامج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز للوفاء للجامعة والذي يهدف إلى ترسيخ الشراكة والتفاعل بين الجامعة ومحبيها وأصدقائها وطلابها، وتقديم فرصة لهم للمشاركة في دعم الجامعة من أجل بناء مجتمع المعرفة، إضافة إلى تعزيز العمل التطوعي». وأشار إلى أنه مع الزيادة المطردة في الأمراض المزمنة التي ينتج عنها فشل في أعضاء الجسم، في وقت تشهد مجتمعاتنا قصورا شديدا في توفر الأعضاء الصالحة للزراعة لهؤلاء المرضى، نخسر الكثير من أفراد المجتمع لتعذر توفير فرص علاجهم، من هنا تأتي أهمية هذه الحملة المهمة للتبرع بالأعضاء علها تسهم في تقليل حجم المشكلة بالسعي لنشر ثقافة التبرع بأعضاء المتوفين دماغيا لتسهيل قبول الفكرة عند حدوثها «لا قدر الله». وأشاد سموه بالتعاون الوثيق القائم بين شركة «سابك»، وجامعة الملك سعود في مجالات عدة، من بينها التفاعل الإيجابي من جانب الشركة مع الحملة التطوعية للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء وتوضيح آثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع، انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية للشركة قائلا: هذا واجبنا والتزامنا الذي لا نحيد عنه حيال وطن أعطانا الكثير ولا يزال. من جانبه عبر الدكتور عبدالله العثمان عن تقديره وشكره للمهندس يعرب فهد الدغيتر أحد المتبرعين على ما قام به وأسرته الكريمة، مشددا على أن قيمة الإنسان بعطائه في هذه الدنيا وليس بمكانته الاجتماعية أو منصبه وقال لقد ساهم هذا الرجل وأسرته في إنقاذ أكثر من نفس بشرية بتبرعهم الكريم. واستشهد الدكتور العثمان على العمل التطوعي بقوله تعالى «إنما المؤمنون إخوة»، فالتطوع جزء من ثقافتنا ومن عملنا اليومي وهناك أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم منها «الساعي على المسكين والأرملة كالمجاهد»، أو «من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا»، مطالبا بتحويل التطوع إلى عمل مؤسسي فالجامعات ليست أبراجا عاجية. من جانبه، عرض المهندس يعرب فهد الدغيثر أحد المتبرعين تجربته مع نقل الأعضاء من خلال قصة وفاة ابنته طرفة التي لم تتعد الخمس سنوات، والتي قضت على إثر سكتة دماغية أصيبت بها فقرر بالاتفاق مع زوجته التبرع بكليتي ابنته المتوفاه وكبدها ابتغاء الأجر والمثوبة من الله، وبغية تخفيف المعاناة عن الأسر التي تحتاج للتبرع بالأعضاء. من جهته ألقى كلمة الفريق المنظم للحملة الطالب أيمن بن سعود الرشيد أوضح خلالها أن أوقاف الجامعة تبنت عبر برنامج الأمير سلمان حملة ومن أحياها في نسختها الثالثة بعد أن أشارت الإحصائيات إلى زيادة عدد حالات الوفاة الدماغية على مدى الأعوام الماضية، فقد بلغت عدد حالات الوفاة الدماغية المبلغ عنها خلال عام 2010 عدد 615 حالة، في حين كانت الموافقة على التبرع بأعضاء المتوفين دماغيا من قبل أهاليهم قد بلغت 189 في المائة من الحالات، بالمقارنة نجد أيضا أن حالات الفشل العضوي وخصوصا الفشل الكلوي بازدياد أيضا، ففي عام 2010 قدرت عدد الحالات المصابة بالفشل الكلوي بما يقارب 13 ألف مريض توفي منهم ما يقارب 1600 مريض هذه الإحصائيات تشير إلى مدى أهمية توعية المجتمع بأهمية التبرع خاصة أن معظم المرضى يعدون من الفئة المنتجة للمجتمع.