استصحب صدور موافقة الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار السعودي حول إدانة الأعمال الإرهابية ضد الدبلوماسيين المتمتعين بحماية دولية البارحة الأولى، على خلفية مخطط إيراني لاغتيال سفير المملكة لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير في الأممالمتحدة، حالة من الارتياح الدولي الواسع داخل الأروقة الأممية وعاكسا في ذات الوقت نجاح الدبلوماسية السعودية، مجسدا في الحصول على الأغلبية في التصويت على القرار ب 106 أصوات. وعلق المستشار جوستافو لونازي في سفارة الأرجنتين فى واشنطن جوستافو لونازي إبان حديثه ل «عكاظ» بأن صدور القرار بالأغلبية، يتضمن حماية دولية إضافية أكدت بالإجماع على تجريم ذلك. وعلى ضرورة دخول الدول المتورطة حكوماتها أو أفرادها فى تقديم كل سبل العون عند الشروع في التحقيقات، خاصة إذا ما كانت هذه التحقيقات من قبل جهات دولية. وذكرت سفيرة الولاياتالمتحدة في المنظمة الدولية سوزان رايس في معرض تعقيبها على القرار «لا نستيطع أن نترك هذه المؤامرة تمر بدون محاسبة. فهذا سيعني أن أفعالا كهذه هي بحدود السلوك المقبول لتسوية النزاعات الدولية». أما الملحق الصحافي للسفارة البلجيكية في واشنطن جوريس بول توتي، أوضح بأن القرار يبعث برسالة، ويشير إلى مدى الخطورة لتورط أي دولة تخطط لأعمال إرهابية تستهدف بها بعثات دبلوماسية أو عاملين بها من مساءلتها وتجريمها من قبل المجتمع الدولي بكامله. وأدلى السكرتير الأول بمفوضية الاتحاد الأوروبي فرانك هايننج شميديل برأيه قائلا: إن الخطوة التي تبنتها المملكة باستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يؤكد على الدور الفعال الذي تضطلع به عالميا في إدانة الإرهاب بكل أشكاله وبكل أهدافه، بعدما تبنت المملكة بالفعل دورا عمليا مهما في التصدى لكل الأعمال الإرهابية التي شهدتها المملكة. ويوثق هايننج أن المملكة تضرب كل يوم مثالا حقيقىا على مواقفها الحازمة والفعالة في محاربة الإرهاب بكل صورة وأشكاله. وأنها تعد شريكا حقيقىا للكثير من دول العالم التي تستميت بقوة في محاربة الأعمال الإرهابية والتصدي لها. من جهته، رحب البيت الأبيض بالتأييد الكبير الذي حصل عليه القرار، معتبرا أن موافقة هذا الكم الكبير من الدول عليه يبعث برسالة قوية إلى الحكومة الإيرانية مفادها أن المجتمع الدولي لا يتساهل أبدا مع استهداف دبلوماسيين. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان «نحن نواصل العمل بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا في العالم أجمع؛ لكي تدرك طهران أن أعمالا مشينة إلى هذه الدرجة لا تؤدي إلا إلى زيادة عزلتها». إلى ذلك ، أوضح مندوب المملكة في الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي بأن موافقة الجمعية العامة على القرار بهذه الأغلبية الكبيرة من الدول الأعضاء، يعد تأكيدا لمواقف المملكة في مكافحة الإرهاب وإدانة الجهات التي ترعاه. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت البارحة الأولى على قرار يطلب من إيران التعاون في التحقيق في المؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وجرى تبني القرار بتأييد 106 دول ومعارضة تسع دول وامتناع أربعين دولة عن التصويت. ودعا القرار إيران إلى الالتزام بكل واجباتها بموجب القانون الدولي، والتعاون مع الدول التي تسعى لأن تسوق أمام العدالة كل الذين شاركوا في تخطيط ودعم وتنظيم ومحاولة تنفيذ المؤامرة ضد سفير المملكة في واشنطن. ونص القرار الذي اتخذته الجمعية العامة الأممالمتحدة على شجب المؤامرة الهادفة إلى اغتيال الجبير، وحض كل الدول على اتخاذ إجراءات إضافية، بما يحول دون أن يجري على أراضيها تخطيط أو تمويل أعمال إرهابية مشابهة.