كشفت معطيات التحليل الفني المعتمدة على خلاصة إحصائيات بالأرقام لمشاركة المنتخب السعودي الباحث عن بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2014 عن أن المنتخب يسير في الاتجاه الهابط، وأنه دخل مرحلة تعرف علميا ب«مثلث الجحيم»، وهو ما يعني أن الفوز على تايلاند في المباراة قبل الأخيرة، كان بمثابة تجسيد واقعي لنموذج «ارتداد القطط الميتة»، وهذا هو سر المكافأة المضاعفة التي جاءت لهدف واحد؛ هو العمل على إعادة الروح في الرمق الأخير. وحمل الفوز على تايلاند مؤشرا في منتهى السوداوية، وذلك بدليل يكشفه بوضوح استخدام الشموع اليابانية في تتبع مسار الرحلة التي بدأت من مسقط، وهو النموذج الذي يكشف تكون شمعة تعرف باسم «شمعة الإجهاض» نتجت بفعل التعادل السلبي مع المنتخب العماني، ثم الخسارة بثلاثة أهداف من المنتخب الأسترالي، مرورا بالتعادل السلبي مع المنتخب التايلاندي ومن ثم الفوز عليه بالثلاثة، وانتهاء بالتعادل السلبي من جديد مع منتخب عمان. وتذهب كل المعطيات الراهنة إلى أن المنتخب السعودي لن يذهب إلى البرازيل حيث تقام نهائيات كأس العالم حتى في حال فوزه في المباراة المقبلة أمام أستراليا في سيدني، ما لم يظفر الأخضر بالنقاط الثلاث نتيجة ومستوى، شريطة أن يلعب الخصم بتشكيلته الأساسية. ووفقا للمعطيات الراهنة، فإنه في حال تحققت المعجزة المشروطة في سيدني، ستتعزز حظوظ المنتخب السعودي في التأهل إلى المونديال للمرة الخامسة، دون الحاجة لمضاعفة المكافأة التي لا تنفع في ظل افتقار المنتخب تارة لصناع اللعب، وتارة للهداف الموهوب، والاعتماد على لاعبين لا يتجاوز دورهم دور مساعد رأس حربة على اعتبار أن نايف هزازي أقرب إلى نموذج شايع النفيسة ومحمد سويد في زمن ماجد عبد الله دوليا، فيما ناصر الشمراني أقرب إلى نموذج مساعد السويلم في زمن خالد المعجل محليا. وبحسب الواقع، لم تعرف الكرة السعودية رأس حربة يحمل الموهبة الحقيقية المتمثلة في السهم الملتهب ماجد عبد الله إلا في ثلاثة نماذج، يجسدها نجم من الماضي فشلت إدارة النادي الأهلي في حمايته من نفسه هو عبيد الدوسري، ونجم فشلت إدارة النصر في الحفاظ عليه اسمه سعد الحارثي، وثالث فشلت إدارة المنتخب في حمايته هو ياسر القحطاني. لكن المدرب الوطني خليل الزياني يضيف اسما خامسا، هو سامي الجابر الذي وصفه بأنه مثال لرأس الحربة والقائد القادر على جبر عثرات فريقه في أية لحظة، مشيرا إلى أنه من أبرز العوامل التي أدت إلى تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، لكن جابر عثرات الهلال والمنتخب ودع ركل الكرة إلى الأبد. وفي كل الحالات، يظهر جليا أن منتخب المملكة لم يعرف قائدا في ميدان المباريات الحاسمة بعد سامي الجابر إلى أن تم استدعاء محمد نور في وقت متأخر، فضلا عن أنه لم يعد يملك مواهب في خانة الظهير منذ استبعاد حسين عبد الغني.